بعد نُسختين قُدّمتا في عروض إلكترونية فحسب، بسبب تداعيات جائحة كورونا، يعود "مهرجان السينما الوثائقية المتوسّطية" في نسخة خامسة تنطلق اليوم في "المكتبة السينمائية التونسية" بـ تونس العاصمة وتستمرّ حتى السبت المقبل، الثامن عشر من حزيران/ يونيو الجاري، بمشاركة 16 فيلماً من 8 بلدان هي فلسطين، وإسبانيا، والبرتغال، ولبنان، واليونان، وفرنسا، وإيطاليا، إضافة إلى تونس.
ولا تنتمي الأفلام إلى بلدان متوسّطية فقط، بل تطرح، أيضاً، أسئلة هذه المنطقة من العالَم وتحدّياتها التي تشترك في كثير منها مع تحدّيات سكّان المعمورة أجمع، من مسائل هجرة وحروب، ومن تغيّرات سياسية واقتصادية ومناخية واجتماعية. كما سعى المنظّمون إلى اختيار أعمالٍ تجعل المشاهد "يكتشف الآخَر في معتقده واختلافه"، بحسب ما جاء على منصّات المهرجان.
وتُقَدَّم في كلّ واحدٍ من أيام المهرجان الأربعةِ أربعةُ أفلام، حيث تنطلق العروض اليوم - عند الخامسة والنصف مساءً - مع فيلمَين إيطاليين، هما "سالفو" (2021) لـ فيديريكو كاماراتا و"صارورة" (2022) لـ نيكو زامبيلي، الذي يروي مقاومة شبّان فلسطينيين، بكاميرات الفيديو والاحتجاج السلمي، للاحتلال العسكري الإسرائيلي. ويلي هذين الفيلمين عرضان لفيلمَيْ "طريق الراعي" لـ فيراري فيراري (فرنسا، 2021)، و"حرّاس العالَم" للتونسية ليلى الشيبي (2021)، اللذين يُقَدّمان بدءاً من السابعة والنصف.
وتتنوّع ثيمات الأفلام المشاركة، حيث تعالج مسائل الحب والفقد والولادة والجسد والشهرة والبحث عن الذات والأصول، في حين يحضر موضوع الهجرة واللجوء في أكثر من عمل، مثل "تيلو تحت الشمس" (2021) لـ فاليري مالك وصوفي باكيلير (يُعرَض يوم غد الخميس عند الخامسة والنصف مساءً)، الذي يصوّر قصّة مهاجر قضى عاماً ونصف على الطرقات نحو أوروبا، لكنّ المطاف انتهى به على الساحل الليبي؛ و"باريس، زمن المخيّمات" (2020) لـ نيكوس جول (يُعرض عند السابعة والنصف من مساء الغد) الذي يسجّل معاناة لاجئين من شرق أفريقيا في حيّ شعبي بالعاصمة الفرنسية؛ إضافة إلى "رسالة إلى نيكولا" (2021) لـ هارا كامينارا، وهو عملٌ يجمع بين الحميمي والاجتماعي والسياسي، حيث يدور في سفينة إنقاذ لاجئين تقطّعت بهم السبل في مياه البحر المتوسّط.