"ملتقى الأندلسيات": عودة بعد انقطاع عام

29 يونيو 2021
(حفل لـ"جوق عبد الصادق شقارة" في السبعينيات)
+ الخط -

بعد انتظامه أربعة وثلاثين عاماً، لم يعقد "ملتقى الأندلسيات" في مدينة شفشاون (250 كلم شمال الرباط) السنة الماضية بسبب تفشّي فيروس "كوفيد – 19" الذي عطّل معظم الأنشطة والفعاليات الموسيقية في المغرب، ومعظم بلدان العالم.

اختارت وزارة الثقافة أن تطلق الدورة الخامسة والثلاثين من الملتقى افتراضياً عبر منصّاته الإلكترونية، وكذلك باستقبال الجمهور في بعض العروض المشاركة ضمن إجراءات السلامة والتباعد الاجتماعي المتبعة، حيث افتتحت السبت الماضي على خشبة "مسرح القصبة" وتواصلت حتى أمس الاثنين.

يحرص المهرجان على دعم الفرق الموسيقية التي تهتمّ بالمحافظة على التراث الأندلسي، ولا سيما أن مدينة شفشاون احتضنت أعداداً كبيرة من الموريسكيين النازحين من الأندلس بعد سقوط غرناطة، ومن خلالهم دخل هذا الغناء إلى تراث المدينة ونسيجها الثقافي.

ضمّ البرنامج وصلات موسيقية تحييها فرق وأجواق مغربية من مدن تطوان وتازة والرباط والدار البيضاء وفاس ومكناس وطنجة وسلا ومراكش وشفشاون، وكُرِّم كلّ من الفنان والموسيقي عبد الله الفيلالي اليونسي، الذي أسهم كأستاذ في "المعهد الجهوي للموسيقى والفن الكوريغرافي" بتطوان في تأهيل أجيال من الشباب في العزف والإنشاد الأندلسيين، وأيضاً الفنانة مجدة الغلولي، أستاذة الموسيقى الأندلسية في "المعهد الموسيقي بشفشاون"، التي ساهمت في تأسيس "مجموعة الحضرة الشفشاونية".

افتتح الملتقى بحفل شارك فيه "الجوق النسوي للموسيقى الأندلسية" بقيادة الفنانة خيرة أفزاز من شفشاون، و"جوق جمعية روافد للموسيقى الأندلسية" بقيادة عمر المتيوي من طنجة، و"جوق عبد الصادق شقارة" بقيادة آية الله عمران شقارة من تطوان.

أما ثاني أيام التظاهرة، فتضمّن عدّة عروض لـ"جوق رمل لطرب الآلة" بجهة مراكش آسفي بقيادة بدر إيصرغين (مراكش)، و"جوق أحمد التازي لبزور" بقيادة الفنان أحمد لحرش من تازة، و"جوق أحمد الوكيلي للطرب الأندلسي" بقيادة حاتم الوكيلي من الرباط، و"جوق دار الآلة" بقيادة الفنان إبراهيم الوزاني من الدار البيضاء، و"جوق بلابل الأندلس" بقيادة الفنان عبد الكريم العمارتي من الرباط، و"جوق طلبة المعهد الموسيقي" بقيادة الفنان علي الصديقي من شفشاون.

واختتمت الفعاليات بحفل أقامه "جوق الأصالة لطرب الآلة" بقيادة الفنان محمد الوارثي من مكناس، و"جوق أصدقاء الآلة" بقيادة الفنان عبد الكريم المنصوري من سلا، و"جوق معهد الجامعي للموسيقى الأندلسية" بقيدة الفنان عبد المالك عثماني من فاس، و"جوق أريج الأندلس" التابع لـ"جمعية الموسيقيين الشباب" بقيادة لطفي الخمال من طنجة، و"جوق طلبة المعهد الموسيقي" بقيادة الفنان سعيد السكوري من سلا.

يذكر أن مدينة شفشاون تحتضن مركزاً للدراسات والبحوث الأندلسية، ومهمته تأريخ وحفظ العادات وإعادة الحياة إلى اللباس التقليدي وإحياء الموسيقى الأصلية وتكريمها، ويدعم المعاهد والأندية الموسيقية التي تشجّع على تعلم الموسيقى الأندلسية، والجوقات الموسيقية التي تحفظ هذه الذاكرة والهوية الموسيقيتين، إن كان في شفشاون، أو في غيرها من المدن المغربية.
 

المساهمون