بعد إغلاق دام نحو عشر سنوات، أعيد افتتاح "متحف محمد محمود خليل وحرمه" في حيّ الجيزة بالقاهرة، ليعود إلى استقبال زوّاره ضمن أجنحته المختلفة التي تحتوي أعمالاً فنية للعديد من الفنّانين الأوروبيين، جمعها المقتني والسياسي المصري (1877 - 1953).
وكانت أعمال التطوير والتأهيل في المكان انطلقت سنة 2014، واشتملت كافة المعالجات الإنشائية من شبكات التكييف والتهوية، ومنظومة الكهرباء والمياه، ومكافحة الحريق وتطوير نظم الإطفاء، وتطوير محطّة الطاقة الرئيسية، وتحديث تجهيزات المتحف وتحديث العرض المتحفي، إلى جانب إضافة خدمات للجمهور وتأمين المتحف وجميع محتوياته بأحدث أنظمة الحماية.
وتمّ تشييد القصر كمقرّ لإقامة خليل على الطراز الفرنسي عام 1915، وهو مكوّن من أربعة طوابق، وتبلغ مساحته 1400م2 وتحيطه حديقة تبلغ مساحتها حوالى 2400م2، وتضمّنت وصيّته أن يتحوّل المبنى إلى متحف بعد رحيل زوجته.
وتنفيذاً للوصية، افتتح المتحف عام 1962 قبل أن يُنقل إلى قصر الأمير عمرو إبراهيم بالزمالك عام 1971 ثم يُعاد افتتاحه عام 1979. وهو يتضمّن أكثر من ثلاثمئة لوحة تعود إلى حوالي مئة وأربعين فناناً تشكيلياً حول العالم، إلى جانب خمسين منحوتة من تماثيل برونزية ورخامية وجبسية نفّذها أربعة عشر نحاتاً، ويتفرع من المتحف موقع خاص للعروض المتحفيّة المتغيّرة، لروّاد الفن التشكيلي، ويتمثّل في قاعة "أفق واحد للعروض المتغيرة" التي تبلغ مساحتها 340 متراً .
يضمّ الطابق الأول مجموعة من التماثيل البرونزية للفنان الفرنسي أنطوان لويس الذي كان شغوفاً دراسة الحيوانات والطيور التي حاكاها في لوحاته ومنحوتاته، وكذلك لوحة "الحياة والموت" لمواطنه الفنان بول غوغان، والتي رسمها عام 1889 بألوان زيتية على قماش، وتُظهِر فتانين خارجتان من البحيرة بعد استحمامهما.
كما يُعرَض تمثال مصنوع من الجبس للكاتب الفرنسي بلزاك، نحته الفنان أوغست رودان وأهداه إليه، وتطلّب منه تنفيذه دراسة بصرية ــ استمرت لسبعة أعوام ــ للعديد من البورتريهات والتماثيل المشابهة، ولكنه لم ينل إعجاب النقّاد والفنانين، ولذلك لم يُنصب حينها في باريس وبقي في منزله.
إلى جانب لوحة "شاطئ تروفيل" للفنان الفرنسي كلود مونيه بألوانها الزيتية المشرقة التي يهيمن عليها الأزرق، والتي تُبرز الأمواج المتكسّرة على شاطئ تروفيل الذي ترسو عليه قوارب بلا أشرعة في حالة من السكون التي تخيّم على المكان.
ويشتمل المتحف على أعمال لفنانين آخرين منهم فان غوخ، وبيير أوغست رُنوار، وهنري دو تولوز لوتريك، وإدوار مانيه، وألفريد سيسلي، وإدغار ديغا، وأوجين فرومنتان، وأوجين ديلاكروا، وأنطوان لويس باري، وبيير بول روبنس، وفرانز زافير فانترهالتر، وجان فرانسوا ميليه، وجورج أنطوان ماريلات، إلى جانب مجموعة مزهريات وأوانٍ من الخزف والبورسلين من فرنسا وتركيا وإيران والصين وبعض التحف الصينية الدقيقة والمصنوعة من الأحجار الكريمة.