كثيراً ما يلاحظ المؤرخون المركزية التي عرفتها باريس في مجالات الفكر والأدب والمسرح والفنون التشكيلية وغير ذلك من المجالات الثقافية خلال القرن التاسع عشر، غير أنهم كانوا دائماً يلاحظون بأن العاصمة الفرنسية كانت في الظل عند الحديث عن المجال الموسيقي.
تضع الباحثة ناتاشا مارست هذه المقولة على طاولة النقاش ضمن محاضرة بعنوان "باريس: عاصمة الموسيقى في القرن 19" تلقيها عن بعد عبر منصة متحف "دار إي ديستوار" الفرنسي، بداية من الثامنة من مساء يوم غد الأحد.
بحسب تقديم المحاضرة، ترى مارست أن الاعتقاد بتأخر باريس الموسيقي في القرن التاسع عشر مردّه ازدهار الأوبرا الإيطالية الذي يوحي بأن فرنسا كانت بعيدة عن الأضواء، في حين أن أعمال فيردي وروسيني كانت تأخذ الاعتراف الدولي حين تمرّ من قاعات باريس.
أما في المجال السيمفوني، فقد كان أثر بيتهوفن يخيّم على القرن وكانت إيطاليا نفسها في الظل، لكن المؤلفين الفرنسيين كانوا كثيراً ما يتفوّقون - جماهيرياً - على الألمان الذين كانوا يؤمنون بأنهم يؤلفون لزمن لاحق.
خلال المحاضرة تدرس الباحثة الموسيقية الفرنسية سير ثلاثة مؤلفين تقاطعوا مع باريس، هم الإيطالي جياشنتو روسيني، والفرنسيان هيكتور برليوز وجاك أوفنباك.