يُشكّل الفضاء الرقمي ساحةً أُخرى للحرب ضدّ الفلسطينّين؛ حربٌ تستهدف، هنا، الذاكرة والتاريخ الفلسطينيَّين من خلال هجماتٍ ممنهجة على المحتوى الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي، بهدف إزالته، ومِن ثمّ إسكات أصوات الفلسطينيّين ومنعهم من نشر روايتهم والتعبير عنها.
خلق هذا الوضعُ مقاومةً رقميةً لأشكال التزييف والتشويه والتغيير الذي تتعرّض له الحقائق التاريخية المتعلّقة بالمقاومة الفلسطينية؛ حيثُ برزت في السنوات الأخيرة العديد من الجهود والمبادرات التي تعمل على أرشفة التاريخ والذاكرة والخرائط الفلسطينية، بغية توثيق الرواية الفلسطينية الأصلية وذمان وصولها إلى الأجيال القادمة، وإتاحة المعلومات والسردية التاريخية الفلسطينية لجميع الناس.
تحت عنوان "رقمنة التاريخ والذاكرة الفلسطينية"، تُقيم "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" و"حملة - المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي" حواريةً عند السابعة من مساء الأربعاء 31 آذار/ مارس الجاري، تستعرض تجارب مختلفة في أرشفة التاريخ والذاكرة والخرائط الفلسطينية، وتُسلّط الضوء على أبرز التحديات والنجاحات التي مرّت بها.
يُشارك في الحوارية كلٌّ مِن: سليم أبو ظاهر، ولورا البسط، ومجد الشهابي، ويسيّر اللقاء طارق البكري.
يعمل سليم أبو ظاهر مديراً ومحرّراً لمشروع "أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي"، وتتركّز اهتماماته البحثية حول دراسات السكّان الأصلانيين، والتاريخ الاجتماع الاقتصادي الحديث، والتفاعلات اليومية الزمانية المكانية، والاقتصاد السياسي الحضري لفلسطين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أمّا لورا البسط، فهي محرّرة المحتوى الرقمي لـ"مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" في واشنطن، وهي أيضاً باحثة ومترجمة وصحافية مستقلّة.
يشتغل مجد الشهابي مهندسَ تصميم أنظمة، وهو مؤسّس مشرع "خرائط فلسطين المفتوحة"؛ وهي منصة رقمية للتفاعل مع خرائط تاريخية ومعاصرة لفلسطين.
أمّا طارق البكري، فهو باحث ومُوثِّق بصريّ لتاريخ فلسطين، وهو مؤسّس مبادرة "كنّا ومازلنا" التي توثّق بآلاف الصور عدداً من القرى والمباني الأثرية التي هُجّر منها أصحابها في النكبة عام 1948.