"ذاكرة".. إنسان الأزمة الانتقالية

05 يناير 2022
(من المسرحية)
+ الخط -

شكّل المخرج المسرحي سليم الصنهاجي والكاتبة والممثّلة صباح بوزيتة واحداً من الثنائيات البارزة في المسرح التونسي؛ حيثُ قدّما معاً مجموعةً من الأعمال المسرحية، مثل: "سفر" (1999)، و"ساعة حب" (2001)، و"رقصة الموت" (2003)، و"الصفّ" (2004) و"طائر المينرفا" (2007).

لم يلتق الثنائيُّ مُجدّداً حتى العام 2020؛ حين قدّما عملاً مسرحياً هو الأوّل الذي جمعهما بعد ثورة 2011، وقد اقتبسته بوزيتة عن نصّ للكاتب الأرجنتيني التشيلي أرييل دروفمان بعنوان "الموت والعذراء"، وشاركت في التمثيل فيه إلى جانب رضا بوقديدة وعبد القادر بن سعيد، بينما تولّى الصنهاجي الجانب الإخراجي والسينوغرافي.

تدور أحداث العمل الأصلي، الذي عُرض لأوّل مرّة عام 1992، في تشيلي بعد انهيار دكتاتورية أوغستو بينوشيه مطلع التسعينيات، وتكشُّف تجاوُزات تلك الفترة من اعتقال وقتل واغتصاب وتعذيب؛ وهو موضوعٌ يجري إسقاطُه على الوضع التونسي في المسرحية التي تُعرَض عند السادسة من مساء بعد غدٍ الجمعة على خشبة "مسرح المبدعين الشبّان" بمدينة الثقافة قرب تونس العاصمة.

يتناول العرض الصراع من أجل إرساء قيمة العدالة بعد فترة من الاستبداد؛ حيث يطرح قضايا الانتقام والغفران والبحث عن الحقيقة، ويتساءل عن الطريقة الأفضل للتعامُل مع الماضي من أجل الذهاب إلى المستقبل.

باولينا، وهو اسمُ بطلة المسرحية في نسختها الأصلية، والتي تجمعُها الصدفةُ بشخصٍ أشرف على تعذيبها واغتصابها حين كانت طالبةً قبل خمسة عشر عاماً فتنقلب الأدوار بينهما، تُصبح كنزة في المسرحية التونسية. لكنَّ المكان مختلفٌ هنا؛ إذ لا تدور الأحداث في بيتٍ على شاطئ البحر، بل في مصحّة عقلية؛ حيثُ يصل وافدٌ جديد يُدعى "الدكتور الترللّي"، فتعتقد كنزة أنّه جلّادُها، وتُقرّر احتجازه رهينةً وتعذيبه لتنتزع منه اعترافاً تعتقد أنّه سيُشفي آلامها.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون