"بيت الطيب": صورة مصغّرة للصراع الاجتماعي

11 اغسطس 2022
(من العرض)
+ الخط -

في بيت واحد تعيش أمّ وابنتها، تقع بينهما العديد من الصراعات حول مواضيع عديدة، بدءاً من تفاصيل الحياة اليومية والعلاقات العاطفية، ووصولاً إلى الأفكار التي تكشف العديد من التناقضات في شخصيتهما، بمحمولات رمزية تتّصل بقضايا اجتماعية وسياسية أكبر.

"بيت الطيّب" عنوان المسرحية التي تُعرض عند السابعة من مساء السبت المقبل في "مركز إبداع بيت السحيمي" بالقاهرة، وهي من تأليف علي أبو سالم وسينوغرافيا وإخراج عمرو قابيل، وإنتاج "مؤسسة فنانين مصريين للثقافة والفنون".

تُشارك في أداء العرض كلّ من الممثلات مروة يسري، ووفاء قابيل، وراندا، بالإضافة إلى غناء آية شوشة في عدد من اللوحات الاستعراضية، فيما أُسند تصميم الإضاءة إلى محمد عبد المحسن، والرؤية الموسيقية إلى هاني عبد الناصر.

تعتمد المسرحية على الحوار بشكل رئيسي، والذي يكشف عن حبكة واضحة المعالم في قصّةٍ تدور أحداثها في منزل أبي الطيب الذي ورثته زوجته حسن هانم الطيب عنه مع ابنتها ملَك. وعاشت أرملة الطيب مع ابنتها أكثر من عشرين عاماً؛ وحيدتين، حتى ظهرت الفتاة الغجرية الساحرة في حياتهما بعد أن وفّرا له الحماية من عصابة تطاردها، وبدأت تقرأ الفنجان وتتكهّن بالغيب، وفي نفس الوقت تدّعي البراءة كونها فتاة فقيرة جاءت للعمل وكسب قوتها اليومي.

وسرعان ما تكشفت شخصية الغجرية سلمى، التي بدت كشخصية مغلوبة على أمرها، حتى تمّكّنت ــ عبر ممارسة طقوس السحر ــ من السيطرة على الأم والابنة والتحكّم في حياتهما، خاصّة بعد أن توصّلت إلى نقاط الضعف لديهما واستطاعت استغلالها، حيث بدأت تخاطب الأم من منطلق الحرمان العاطفي الذي عاشته سنوات طويلة بعد رحيل زوجها، وبالمثل فعلت مع الابنة الشابة المتعطّشة للحب والزواج.

واستطاعت الغجرية أن توقع الشقاق بين الابنة والأم، وتظهر حجم الخلافات بينهما، والتي لم تكن طافية على السطح من قبل، وتصل الأحداث إلى ذروتها مع استحالة العيش بينهما، ويصبح البيت فضاء ممتلئاً بالكراهية، بما يشبه أحوال العديد من المجتمعات العربية اليوم، وبسبب عدم قدرتهما على التفاهم تتصاعد التدخّلات الخارجية في شؤونها.

المساهمون