استمع إلى الملخص
- يهدف المعرض إلى تفكيك الأفكار المسبقة عن الهجرة، ويستعرض تطورها ومساراتها الرئيسية اليوم، مع التركيز على البيانات المعقدة المتعلقة بها وتأثيرها على المجتمعات.
- ينقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام تتناول التصورات المرتبطة بالهجرة، أسبابها ومساراتها، وتاريخها منذ الإنسان العاقل، ويضم أعمالاً فنية تعكس الترابط الثقافي الناتج عن الهجرة.
يُفتتح، عند السابعة من مساء الأربعاء المقبل، في "متحف الإنسان" بباريس، معرض "الهجرة: ملحمة إنسانية"، والذي يتواصل حتى الثامن من حزيران/ يونيو 2025، تحت إشراف القيمَين أستاذة علم الاجتماع سيلفي مازيلا، والباحثة في التاريخ كريستين فيرنا.
يبيّن المنظّمون أن مفردة "مهاجر" انزاحت في الخطاب السياسي والإعلامي من معنى التنقل بدلالاته المجرّدة، ليحيل إلى مصطلحات تأخذ طابعاً سلبياً ومعادياً مثل الأزمة، والغزو، والاستبدال، وتدفق الهجرة، والضغط الديموغرافي، بينما يقدّم المعرض نظرة نقدية مبنية على حركة البشر التي تتيح نشر المعرفة والتقنية والثقافات، وبذلك يكون المهاجرون جزءاً من مجتمعاتهم الجديدة.
وبهدف تفكيك الأفكار المسبقة المرتبطة بالهجرة، يسعى المعرض للإجابة عن تساؤلات مثل: كيف تطورت الهجرات؟ ما الذي تغير في فهم الهجرات مقارنة بالقرن الماضي؟ ما هي مسارات الهجرة الرئيسية اليوم؟ كم عدد الأشخاص الذين يعيشون خارج بلد مولدهم؟ كيف نفهم البيانات المعقدة المتعلقة بالهجرة؟
يسعى المعرض إلى معرفة مسارات الهجرة الرئيسية اليوم، والبيانات المعقدة المتعلقة بها
ينقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام، يُخصّص أولها للتصورات والأفكار المرتبطة باستقبال حركات الهجرة واختلافها من عصر إلى آخر، وكيفية تشكّل القوالب النمطية حولها التي تتعلّق بالتهديد للمجتمعات المستشضيفة، بينما يبحث القسم الثاني في أسباب الهجرة، ومساراتها، وفئات المهاجرين المختلفة بحسب الجنس والطبقة الاجتماعية ومستوى التعليم، مع التركيز على عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بين الشمال والجنوب.
أما القسم الأخير، فيعالج مسألة الهجرات والتطور من خلال الرجوع إلى مرحلة الإنسان العاقل قبل نحو 300 ألف سنة، حيث بدأ تحرّكه وانتشاره في أنحاء العالم وتم بناء الطبيعة البشرية من خلال اللقاءات والتبادلات والتهجين التي سبّبتها رحلاته، ليكون التاريخ البشري هو نتاج هذه التحركات على مستوى اللغة والثقافة وطرق العيش وتقاليد الطهي وغيرها.
يضمّ المعرض عملاً تركيبياً للفنانة الهندية رينا سيني كالات نفّذته عام 2018 من دوائر ومكبرات صوت وأسلاك وتجهيزات كهربائية بتكوين يشبه خريطة العالم التي تظهر بكثير من التشابكات والترابطات في ما بين أقاليمه، بالإضافة إلى عمل للفنان الكولومبي فابيان كليرك بعنوان "غزل كباب" يصوّر سيخ الشاورما الذي أدخله المهاجرون الأتراك ليصبح طبقاً رئيسياً في ألمانيا، كما يُعرض عمل للفنان الفرنسي جيرارد دوبوا وهو عبارة عن رسم توضيحي لشخص يسير حاملاً بيته بين ذراعه؛ بيت يحطّ عليه عصفور وتنمو نبتة خضراء على إحدى نوافذه وتخرج من مدخنته شرائط ملونة.