"بئر الأحجار": في مربّع الثقافة مجدّداً

04 ابريل 2021
من داخل بئر الأحجار
+ الخط -

كثيرة هي الأماكن التراثية التي جرى استعمالها في تونس كمقرّات لهياكل ثقافية مثل "إقامة البايات" في قرطاج، التي تؤوي اليوم "المجمع التونسي للآداب والفنون والعلوم - بيت الحكمة"، والسليمانية، التي أصبحت دار الجمعيات الطبية ثم إحدى أحد الفضاءات الثقافية في تونس العاصمة. 

مثّل هذا الخيار أحد أعمدة إدارة التراث في تونس، حيث اعتمدت الدولة على إدماج المباني العتيقة في الحياة الاجتماعية والثقافية لضمان تأهيلها بشكل مستمرّ، رغم إمكانية توظيف هذه المباني سياحيّاً.

يتواصل تأكيد الدولة على هذا الرهان من خلال افتتاح "المركز الثقافي بئر الأحجار" في مدينة تونس العتيقة، يوم الجمعة 2 نيسان/ أبريل، بعد فترة من أشغال الترميم التي أشرفت عليها بلديّة العاصمة و"جمعية صيانة المدينة".

يمثّل المبنى أحد أشهر معالم مدينة تونس العتيقة، وقد بات من المرجّح أن يجري اعتماده سياحياً، نظراً لموقعه في المسلك الذي يمرّ به الكثير من السيّاح، ولكنّ خيار إعادته كمركز ثقافي يمثّل رسالة بأن الدولة ستواصل اعتماد المباني التراثية كفضاءات ثقافية.

يعود بناء بئر الأحجار إلى القرن الثامن عشر، وتحديداً عام 1757، حين قرّر علي باي الأول إنشاء مدرسة، قبل أن تُغلق أبوابها مع انتظار التعليم النظامي، زمن الاستعمار. وقد أعيد تأهيل المبنى في 1991 ليصبح فضاء ثقافياً جديداً في تونس العاصمة.

خلال الافتتاح الجديد، قدّمت فرقة "شيشخان" عرضا موسيقياً، وأقام "اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين" معرضاً جماعياً. وقد شهد الافتتاح حضوراً رسمياً كبيراً، حيث حضرت رئيسة بلدية تونس سعاد بعد الرحيم، ومحافظ تونس الشاذلي بوعلاق، ورئيس ديوان وزارة الشؤون الثقافية يوسف بن إبراهيم. وقد بات هذا الحضور الرسمي المكثّف ظاهرةً بارزة في الأنشطة الثقافية التونسية منذ فترة.

المساهمون