"الشخص الذي يعيش في الحديقة": بين الحقيقة والخيال
تظهر رسومات الحدائق في نقوش الحضارات القديمة على اختلافها؛ البابلية والفرعونية والهندية، حيث ارتبطت بالمعبد ومركز الحكم بشكل أساسي، وتعدّدت التمثّلات الأسطورية حولها بوصفها رمزاً لـ"جنّة عدن" أو مكاناً للسلام والعزلة خارج الحواضر والمدن أو التوازن مع الطبيعة، وحافظت على مكانتها في الفن حتى اليوم بصور مختلفة.
"الشخص الذي يعيش" في الحديقة: هل هو حقيقي أم وهمي" عنوان المعرض الذي افتتح في الثالث والعشرين من الشهر الماضي في "غاليري تام" بالقاهرة ويتواصل حتى العشرين من الشهر الجاري بمشاركة ثمانية وثلاثين فناناً من مصر.
يحتضن الغاليري العديد من المعارض الجماعية منذ تأسيسه عام 2012، التي تختار غالباً موضوعة محدّدة مثل "بصلة المحبّ خروف" الذي تضمّن أعمالاً مستوحاة من أمثال شعبية مصرية، و"استحواذ" الذي ركّز على علاقة المتلقي بالعمل الفني والمساحة المحيطة به، وغيرهما.
يطرح المعرض تساؤلات عدّة منها "الشخص الذي يعيش في الحديقة هل هو حقيقي أم وهمي؟ ماذا يفعل هذا الشخص؟ كيف يعيش؟ هل هذا الشخص لديه قصة؟ هل يعرف أننا موجودون؟ هل هناك آخرون مثله؟".
ويضيف بيان المنظّمين "الذي يعيش في الحديقة يسكن في سلام بدون مقاطعة أو إزعاج. شخص احتفظ بفطرته وطبيعته الخام. إنه ليس فقط يستجيب للطبيعة بل هو جزء منها. كيف تسير هذه القصة؟ هل لها نهاية سعيدة؟".
في لوحاتها، تحاكي شيماء سمير المنمنمات الفارسية حيث تظهر حيوانات أسطورية تطير في فضاء الحديقة برؤوس بشرية وجسد يشبه السمكة وعليها عبارة تبدو غامضة وغير مفهومة، وفي معظمها تظهر أجساد أنثوية عارية بلا ملامح واضحة تحيل إلى تلك الجنة المتخّيلة، ونفّذت معظمها بتقنية المواد المختلطة على كانفاس.
أما محمد مكاوي الذي اهتم في تجارب سابقة بمناظر القرى المصرية على ضفّتي نهر النيل، فإنه يعتمد أسلوباً يمزج بين التجريد والتشخيص، حيث تبدو أشجار النخيل العالية والنهر والحقول المحيطة به والبشر كأنها قطع متداخلة في صورة متناثرة داخل اللوحة.
إلى جانب لوحات لفنانين منهم عمر سنادة وخديجة أبو حسين وجوزيف الدويري وتقوى صبري وثريا رفعت ونور الزيات ونيفين الرفاعي وسامح رفعت ونيفين السيسي ونحاة فاروق ونادية وهدان وندا شريف وماري شاكر وإلهام سعد الله ورانيا خلاف ورمضان عبد المعتمد ومحمود خطاب ويحيى أو وميّ حشمت الديب ولينا موافي وهبة أمين وحنفي محمود وفريدة إبراهيم وإيناس عمارة وغيرهم.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
