بعيداً عن الإطار المكرَّس عن صورة الممثّل والسينما وشبابيك التذاكر، تنتظم العديد من المهرجانات التي تتوجّه إلى الهواة. وعلى الصعيد العربي، يمكن الحديث بشكل أساسي عن "المهرجان الدولي لسينما الهواة" بمدينة قليبية التونسية، بوصفه أوّل مهرجان عربي وأفريقي من هذا النوع، حيث تأسّس عام 1964، واضعاً نُصب عينيه أن يكوّنَ نواةً للسينما الوطنية في تونس.
يوم السبت، الثالث عشر من الشهر الجاري، تنطلق في قليبية (130 كم شمال شرق تونس العاصمة) فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين من المهرجان، وتستمر حتّى العشرين منه.
لا تقتصر التظاهرة على عروض الأفلام، حسب ما أعلن المنظّمون، إذ تُقام بالتوازي ورشات تكوينية وندوات حول تاريخ سينما الهواة، إلى جانب أفلامٍ مخصّصة للأطفال. وتُفتتح الدورة بفيلم المخرجة البرتغالية آمايا سومبسي "بين الجُزر".
تنتظم في المهرجان ثلاث مسابقات؛ "الدولية" و"الوطنية" و"أفضل معرض جماعي"، إلى جانب مسابقتين استُحدثتا هذا العام في مجالَي "السيناريو" و"التصوير الفوتوغرافي"، حيث وتحكّم مجموعة من المحكّمين التونسيّين والأجانب مسابقات الجوائز؛ من بينهم: آمايا سومبسي من البرتغال، وإيرين بوريغو من إسبانيا، وجون ماري تينو من الكاميرون، ونجيب بلقاضي من تونس.
وتحتفي هذه الدورة بفيلم "بين السماء والأرض" (2019) للمخرجة الفلسطينية نجوى النجّار التي تشارك في لجنة التحكيم أيضاً.
أمّا الورشات المبرمجة في التظاهرة، فهي: "ورشة التصوير الفوتوغرافي" و"التدريب على الكتابة السينمائية" و"سينما الواقع الافتراضي". كما تُقام ندوة فكرية بعنوان "من أجل مقاربة جديدة لتاريخ حركة السينمائيين الهواة"، بالتزامن مع مرور ستّين عاماً على تأسيس "الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة" المنظّمة للتظاهرة.
الجدير بالذكر أنّ التظاهرة تستضيف سنوياً قرابة 300 مخرج من تونس وبلدان عربية وأجنبية، وتستقطب جمهوراً من مختلف الأعمار والتيارات الفنّية.