"التسامح" الإماراتي: استنكارات دولية متتالية

20 أكتوبر 2020
(كايتلين ماكنامارا)
+ الخط -

"الحرص على تحقيق الأخوة الإنسانية بين البشر في كلّ مكان"، عبارة أطلقها أمس وزير التسامح والتعايش الإماراتي نهيان بن مبارك آل نهيان أثناء افتتاحه ما يُسمى "منتدى التسامح الرابع" في أبوظبي، بعد يوم من اتهام كايتلين ماكنامارا، إحدى منظّمات "مهرجان هاي" في الإمارات، بتعرضها لاعتداء جنسي من قبل الوزير المذكور.

المهرجان الذي استضافته الإمارة خلال شباط/ فبراير الماضي، لن تتمكّن من تنظيمه مرة أخرى بحسب بيان أصدرته رئيسة المهرجان كارولين ميشيل أول أمس الأحد، ما دام الوزير في منصبه، مؤكدة أن الاعتداء المفترض يمثل "انتهاكاً شائناً للثقة". وأضافت: "نقدم دعمنا ومساعدتنا لكايتلين لتعرض قضيتها على القضاء وتتحقق العدالة".

مهرجان "هاي" لن يقام في أبوظبي مرة أخرى، مادام نهيان بن مبارك في منصبه

وفقًا لصحيفة "صنداي تايمز" التي نشرت تفاصيل الحاثة، فإن ماكنمارا اختارت التنازل عن إخفاء هويتها لتروي قصتها، موضّحة "أشعر أنه ليس لدي ما أخسره"، مضيفة "أريد أن أفعل هذا لأنني أريد أن أبرز تأثير رجال أقوياء مثله يفعلون أشياء من هذا القبيل ويفكرون في أنهم يستطيعون الإفلات من العقاب".

وقد شارك الكاتب البريطاني جوناثان إيميت في تغريدة أطلقها على منصّة تويتر موقف مارتن برايت، المحرر السياسي السابق في مجلة "نيوستيسمان" استنكاره من استمرار المنظّمين بالإعداد لمهرجان رغم معرفتهم بواقعة الاعتداء قبل انطلاقه بعشرة أيام، حيث كانت هناك فرصة لتبليغ الكتّاب والمشاركين في التظاهرة من أجل الانسحاب منها.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن ماكنمارا قبلت دعوة الوزير الإماراتي لمناقشته بأمر اعتقال الناشط الإماراتي أحمد منصور، المحكوم عليه بالسحن عشر سنوات بسبب منشورات اتهم من قبل محكمة بلاده أنها "تسيء إلى مكانة الإمارات وهيبتها"، حيث أجابها نهيان بن مبارك برفض الإفراج عنه بعد مطالبات عديدة قدّمتها شخصيات ومنظمات دولية قبيل انعقاد المهرجان، مشيراً لها أنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين المحطورة في البلاد.

بعد ذلك بدأ الوزير تحرّشه بها جسدياً، حيث تابعت ماكنمارا في شهادتها أنها شعرت بالخوف، موضّحة "كنت وحدي على هذه الجزيرة في مبنى خرساني مع هذا الرجل القوي، في بلد تسمع فيه كل يوم قصصاً عن أشخاص اختفوا في الصحراء".

شعرت ماكنمارا بالخوف في بلد نسمع فيه كل يوم قصصاً عن أشخاص اختفوا في الصحراء

ونقلت "صنداي تايمز" عن مكتب "شيلينغز" للمحاماة الذي يمثّل الوزير "نفياً" للاتهام. وأشار المكتب إلى أن موكلهم "متفاجئ وحزين" من هذا الاتهام الذي جاء عقب ثمانية أشهر من تاريخ الحادثة المفترضة ومن طريق صحيفة، بحسب ردّ المكتب.

وتساءل المدير التنفيذي لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" كينيث روث إذا كانت "حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة تتسامح مع الاعتداءات الجنسية"، في معرض نشره خبر اتهام الوزير على حسابه على منصة تويتر.

أما الصحافية روزمند أورين، مراسلة "صنداي تايمز" فحيّت موقف رئيسة "مهرجان هاي الأدبي"، وأشارت إلى المفارقة بأن بن نهيان كان يرعى الأسبوع الماضي "جائزة المرأة العربية" في بلاده.

 

المساهمون