في ما عدا بعض الأسماء الأدبية، تكاد لا تحضر الثقافة الأفريقية في اللسان العربي، وهو سؤال برز بشكل واضح منذ فترة قصيرة مع فوز الكاتب التنزاني البريطاني عبد الرزاق قرنح بجائزة نوبل للآداب.
أما الحصيلة الفكرية فباهتة، حتى أن أفريقيا تبدو بدون مفكّرين، وهو وضع بدأ يتغيّر - لكن ببطء - مع ظهور ترجمات لأعمال المفكّر الكاميروني أشيل امبيمبي، وفي ذات الإطار يمكن أن نضع الترجمة الأخيرة لكتاب "أفريقيا أفقاً للفكر: في مساءلة الكونية وما بعد الكولونيالية" وهو عمل مشترك جمع بين المفكّر السينغالي سليمان بشير دياني والأنثربولوجي الفرنسي المقيم بأفريقيا جان لو أمسيل.
صدر العمل مؤخراً عن منشورات "معنى" بترجمة الباحث المغربي فريد الزاهي، ويمثّل مدخلاً لفهم قضايا فكرية أساسية في عالم اليوم، من منظورات غير مركزية حيث يعيد المؤلفات تركيب هذه القضايا من منطلق أفريقي.
يندرج ذلك بالخصوص ضمن مشروع دياني الذي بدأ باحثاً في المنطق، ثم في نظريات المعرفة، قبل أن يبدأ مشروع تأصيل الفكر من منطلقات الهويتين الأفريقية والإسلامية، وفي هذا السياق كانت مؤلفاته مثل: "برغسون ما بعد كولونيالي" (2011)، و"كيف نتفلسف من داخل الإسلام" (2008)، و"سنغور: الفن الأفريقية بوصفه فلسفة" (2007).
أما جان لو أمسيل فمن أبرز مؤلفاته: "الغرب العالق" (2008)، و"المتحف المفتوح" (2016)، و"الأنثروبولوجي والسياسة" (2012). أما العمل الذي صدرت ترجمته العربية فقد نُشر لأول مرة عام 2018.