تعطّل جزء كبير من الحياة المسرحية في تونس بسبب وباء كورونا الذي ضرب العالم منذ عام، وهو ما أدّى إلى تقلّص في حجم النتاجات السنوية. لكن ضمن هذا المشهد المتراجع، يمكن أن نلاحظ أن بعض الأسماء قد حافظت على نسقها المعتاد مثل غازي الزغباني ونوفل عزارة ووليد العيادي.
يقدّم الأخير بعد غد الأربعاء آخر مسرحياته "أشباح سلمى" على خشبة "مسرح تياترو" في تونس العاصمة، بأداء كلّ من: سيرين بن يحيى، وزياد عيادي، وأمين الفارح، وفاطمة صفر، ومحمود السعيدي، وهالة بن صالح، وسفيان بوعجيلة.
تشير الورقة التعريفية بالعمل إلى أنه من تصوّر وإخراج العيادي، وأنه يتضمّن نصوصاً وأشعاراً وضعها فهمي البلطي، علماً أن الشعر حاضر كأحد المواضيع التي يلامسها العمل. نقرأ في تقديم المسرحية: "ليس الشّعر صعوداً نحو قمر إلهيّ فقط، بل هو أيضا هبوط من أجل الكشف عن ماسات متلألئة في العمق، هناك داخل بحيرات أرواحنا. الشّعر قبضة ضوئيّة عملاقة لا تكتفي بأن تجعل أرواحنا مشعّة من الدّاخل بل هي تتطاول أيضا كي تقلب الطّاولة على الواقع.. الواقع كشيء يحدث، لكن أيضاً كشيء يُتَخيّل و يُبدَع و يُخلق من جديد".
تضيف الورقة: "الواقع عن طريق الشّعر يصبح عالماً آخر، الحواسّ نفسها وهي تتلقّى هذا الواقع تتحوّل إلى عوالم أخرى لكلّ منها أكثر من بعد واحد، النّاس أنفسهم يصبحون أناسا آخرين وهم يتلقّون هذه الذبذبة المبهجة والغامضة والسّاحرة".
يذكر أن العيادي (1978) قد انتهى السنة الماضية من عروض مسرحيّته "الفرح واتانا"، وكانت له من قبل أعمال أبرزها: "حيرة مفتوحة" (2011)، و"الهيئة" (2012)، و"الرجل القزدرية" (2014)، و"سابينس" (2015)، و"مثل عصفور" (2016).