وجه جديد: مع نجم الدين سيدي عثمان

29 ابريل 2018
نجم الدين سيدي عثمان
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوتٍ جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب.


كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
برأيي، هي كتابةٌ تخرج عن النمطية والسائد والمكرَّس، وتلامس التحوّلات، وهي بالتالي كتابة متسارعة تنفذ إلى القارئ الذكي، حتى وإن لم يُقبِل عليها القرّاء العاديون ولم تنصح بها مجموعات القراءة. تُحاول الكتابة الجديدة أن تبتعد عن الحشو وحوارات الذات المليئة بالهلوسات والشاعرية المركّزة، وتنزع إلى رصد المتغيّر بلغة العصر.


هل تعتبر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه، وما هي هذه الملامح؟
الجيل الجديد، للأسف، لا ملامح واضحة له، في ظل فوضى النشر واستسهاله وحمّى كتابة الرواية، ما يجعل من الصعب جدًاً انتقاء النصوص الجيّدة، خصوصاً مع الأحكام الجاهزة التي ترى أن كلّ الروايات الجديدة سيئة. لكن في المقابل، هناك أصوات روائية جديدة وواعدة؛ منهم من أبرزته الجوائز المحلية والدولية، ومنهم من فرض نفسه بنصّه فقط.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
علاقة سطحية مع الجيل السابق. غير أنني أحترم جميع من سبقني إلى الكتابة الأدبية.


كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
الوسط الأدبي الجزائري منغلق على ذاته، وتحكمه الشللية والصداقات. يحتاج أيُّ كاتبٍ إلى شبكة من العلاقات الاجتماعية كي يصبح جزءاً فاعلاً في البيئة الثقافية. وبغياب هذه العلاقات يبقى حبيس الظل. هناك كُتّاب سيّئون يُغطّون على نصوصهم الرديئة بعلاقاتهم والعكس صحيح. والوضع مستمرّ في غياب منظومة نقدية حقيقية تُقيّم النصوص الصادرة وتعطي كلّ ذي حقٍّ حقّه.


كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
كان يفترض أن يصدر لي كتاب في أدب الرحلة عن رحلتي مع منتخب الجزائر لكرة القدم إلى البرازيل في إطار تغطية صحافية، وكنت لم أتجاوز الثلاثين حينها، ولكنه لم يُنشَر. أمّا نصّي الأوّل، فقد صدر وعمري واحد وثلاثون عاماً، بعد أن اطّلع عليه صاحب دار النشر وأُعجب بمضمونه، فقرّر أن ينشره رغم أنه لم يلتقِ بي.


أين تنشر؟
نشرتُ عملَين مع دار نشر جزائرية تُعنى بالكتب الفكرية والتاريخية؛ هي "دار الأمّة".


كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
أقرأ في الغالب بعد المعرض الدولي للكتاب، إذ أعود برزمة كبيرة من الكتب التي أُقبل على قراءتها بنهم، كما أُقبل على قراءتها حين أكون بصدد الاشتغال على نصٍّ ما، فهي تحفزني وتستثيرني، خصوصاً حين تكون النصوص جيّدة. بالنسبة إليّ، ليس لديَّ منهجية واضحة في القراءة؛ فقد يحدث أن لا أقرأ طيلة ثلاثة أشهر، ويحدث أن أقرأ في شهر واحد عشرة كتب، وهو ما حدث في نيسان/إبريل الجاري.


هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
أحياناً بالفرنسية.


كيف تنظر إلى الترجمة، وهل لديك رغبة في أن تكون كاتباً مترجَماً؟
أستمتع بقراءة ترجمات صالح علماني، وكذلك المترجم الشاب عبد الحميد معاوية. الترجمة فنٌّ لا يقل روعة عن الكتابة. وبالنسبة إليّ، لا أخطّط لأكون كاتباً مترجماً، على الأقل في المرحلة الحالية.


ماذا تكتب الآن، وما هو إصدارك القادم؟
أكتب نصّاً جديداً؛ هو رواية تاريخية تتطرّق إلى مسألة معقّدة وحسّاسة في تاريخ مدينة قسنطينة، والجزائر. ولعلّها بحاجةٍ إلى وقت طويل كي تنضج.


بطاقة
كاتبٌ وصحافي، من مواليد 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1984، في مدينة بريكة بمحافظة باتنة شرقَي الجزائر. صدر له كتاب في أدب الرحلة بعنوان "رحلات جزائري في ربوع إفريقيا" (2016) ورواية "هجرة حارس الحظيرة" (2017).

المساهمون