"كشف الطالع" لـ دي ألاركون: إسبانبا القرن التاسع عشر

16 سبتمبر 2019
(تل الحمراء في غرناطة، صموئيل كولمان، 1865)
+ الخط -

ينتمي الكاتب الإسباني بيدرو أنطونيو دي ألاركون (1833 - 1891) إلى بدايات الواقعية في الأدب بعد هيمنة التيارات الرومانسية في أوروبا عقوداً طويلة. ورغم أنه بدأ حياته بأفكار ثورية وآراء ليبرالية، إلا أنه تحوّل لاحقاً إلى مواقف أكثر تقليدية.

انحاز إلى ثورة 1954 التي دعت إلى تغييرات سياسية تشمل الحريات الإعلامية والبرلمانية، وغادر مدينته غرناطة خارجاً على مجتمعها المحافظ للعيش في مدريد، قبل أن تنقلب توجهاته ويدافع عن السلطة ثم يلتحق بالجيش جندياً في حرب المغرب، وينخرط في السياسة ضمن مواقع عديدة قبل أن يعتزل الناس في العام الأخير من حياته.

"كشف الطالع" عنوان النسخة العربية من مجموعة قصصية نشر دي آلاركون نصوصها الثلاثة في فترات متعددة من القرن التاسع عشر، ونقلها عن الإسبانية المترجم السوري محمد نزير الحمصي، وصدرت حديثاً عن "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان.

يضيء الكاتب من خلال قصص "الغريب" و"البوق ذو المفاتيح" و"كشف الطالع" التي تحمل المجموعة اسمها، على الأجواء والمناخات التي كانت تعيشها المدن الإسبانية وقراها من تفشّ للسرقة والقتل والحروب التي كانت تخوضها إسبانيا في مواجهة بريطانيا، والحرب الأهلية، والحرب مع فرنسا وجيوش نابليون بونابرت.

كما تتناول المعتقدات الرائجة آنذاك، ومنها السحر والخرافات التي كانت سائدة في ذلك الوقت، وهي الفترة التي سبقتها رسومات فرانشيسكو دي غويا الذي صور مآسي الحرب، وهي ذات الفترة التى بدأ فيها رسومات تتناول ممارسات السحر في إسبانيا، وأسقط فيها موضوعاته على محاكم التفتيش وقهر السلطات الإسابنية في ذلك الوقت، وتناولت رسوماته الخزعبلات السائدة في المجتمع ومنها السحر.

ويبدو أن هذه المناخات بقيت في الذاكرة الثقافية الإسبانية التي دونتها من خلال الحكايات، وأنَّ دي آلاركون تأثر بتلك المناخات التي تتصل بالحرب والسحر مثل معظم مجايليه من الكتّاب والفنانين.

يشير المترجم في مقدمت إلى أن "القصص كتبت سنة 1816، وتحديداً قبل شهر من بزوغ النهضة الأدبية الإسبانية، وتصنف القصص بالواقعية التي تصور الواقع وتلتقط الحياة كما هي، ولكنها في الوقت نفسه تُعدُّ نوعاً من القصص التنويرية أو القيمية التي تحاول مقاومة الخزعبلات والخرافات".

يُذكر أن بيدرو أنطونيو دي آلاركون ولد في غرناطة، وعُرف برواياته وقصصه التي تتناول الموروث الشعبي الإسباني، من بينها: "نهاية نورما" (1855)، و"طفل الكرة" (1855)، و"المبذّر" (1882)، و"القبعة ذات الثلاثة رؤوس" (1874)، و"الفضيحة" (1875)، و"هوى وعلاقات غرامية" (1875).

المساهمون