يصطدم العديد من الباحثين العرب في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية بفرضيات ومنهجيات تحكم الدوائر الأكاديمية الغربية التي تُصدر دراساتها حول العالم العربي من دون عمق أو معرفة وثيقة به وببُناه، ومن دون قراءة ما ينتج عربياً.
في هذا الإطار، تسعى دورية "المنتقى"، التي صدر عددها الثالث، مؤخّراً، عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، إلى تقديم جزء من المنتج البحثي المعرفي العربي في العلوم الاجتماعية والإنسانية باللغة الإنكليزية، عبر ترجمة مختارات مما تنشره مجلّات المركز الدورية، "عمران" و"تبيّن" و"سياسات عربية" و"أسطور"، و"استشراف"، ومن مؤتمراته.
في باب "دراسات"، نقرأ دراسة بعنوان "العراق ليس مصطنَعاً: النزعات العراقوية ودحض فرضية الدولة المصطنَعة" لنهار نوري الذي يفنّد ما تتبنّاه الأوساط الغربية من كون العراق دولة "مصطنعة"، وتستخدم عدداً من المخاطبات المحلية والتقارير الخاصة مع الجهات الرسمية.
وتفرد الدورية، التي أتمّت عامها الأول، للعراق دراسة ثانية بعنوان "كركوك في سرديات المظلومية والظالِميّة العراقية"، أعدّها خليل فضل عثمان، وتحاول تفكيك سرديات المظلومية لدى المجموعات الإثنية والدينية في محافظة كركوك، وتوضيح التعقيد الذي تتسبّب به هذه السرديات، وخاصة في ما يتعلّق بحل مشكلات المحافظة.
أما الدراسة الثالثة، فعُنونت بـ "التعددية الإثنية واللغوية والدينية في عُمان وعلاقتها بالاستقرار السياسي"، لأحمد الإسماعيلي، وتتناول هذا التنوّع وتأثيراته الثقافية والاجتماعية، بينما تحاول دراسة إبراهيم المرشيد "الهبّة الديموغرافية في العالم العربي: نعمة أم قنبلة موقوتة؟ المغرب أنموذجاً" فهم ظاهرة "الهبّة الديموغرافية"، ومدى انطباقها على حالة المغرب، ومدى مقدرتها على الإفادة من هذه الظاهرة في التنمية الاقتصادية.
وتناقش دراسة "نقد الاستبداد المتطابق: الكواكبي وعبد الرازق" لهشام الهداجي أفكار شخصيتين من رواد النهضة العربية حيال الاستبداد السياسي والاستبداد الديني.
في باب "المؤشر العربي"، اختيرت دراسةٌ بعنوان "الآراء تجاه حقوق المرأة والقيم الديمقراطية"، من إعداد دانا الكرد، توظِّف فيها نتائج استبيان المؤشر العربي لفهم العلاقة بين الآراء حول المساواة بين الجنسين والتنبؤ بالميول نحو الديمقراطية أو مناهضتها.
وضم العدد، في باب "المراجعات والنقاشات النقدية"، مراجعةً أعدها حمزة المصطفى لكتاب "مسألة أكراد سورية: الواقع – التاريخ - الأسطرة" لمجموعة من المؤلفين، ومراجعةً أعدها خالد وليد محمود لكتاب "25 يناير: مباحث وشهادات" لمجموعة من المؤلفين أيضاً.