"طريق طويلة جدّاً": أصوات لاجئين في المغرب

30 سبتمبر 2016
(لاجئ أفريقي في المغرب، تصوير: امحمّد كيليطو)
+ الخط -
يُشكّل المغرب محطّة مؤقّتةً بالنسبة إلى كثيرٍ من اللاجئين والمهاجرين السرّيين الذين يُحاولون الوصول إلى أوروبا، سواءً بعبور البحر المتوسّط أو اجتياز الأسلاك الشائكة التي تفصل البلاد عن مدينَتي سبتة ومليلية الواقعتين تحت الاحتلال الإسباني.

تشير الأرقام غير الرسمية إلى أن عدد اللاجئين في البلاد يتجاوز ستّة آلاف شخص ينحدرون من أربعين بلداً. يشكّل السوريون قرابة سبعين بالمئة من هذا العدد، أمّا البقية فهم أفارقة من بلدان جنوب الصحراء.

بعيداً عن تلك الأرقام، يُحاول الكاتب والمحلّل النفسي المغربي، جليل بنّاني، في كتابه "طريق طويلة جدّاً: بوح لاجئين في المغرب" الصادر مؤخّراً عن "منشورات مفترق الطرق" في الرباط، تلمّس الجانب الإنساني في قصص هؤلاء، ومنح كلمةٍ لهم لإسماع أصواتهم.

ألّف بنّاني الكتاب بعد سلسة من اللقاءات والحوارات التي جمعته، على مدار سبعة أشهر (من أيلول/ سبتمبر 2015 إلى آذار/ مارس 2016)، بعشرين لاجئاً وعشر لاجئاتٍ يعيشون في مناطق مختلفة من المغرب، وينحدرون من 16 بلداً.

يقدّم الكتاب بورتريهات لهؤلاء اللاجئين الذين يروُون شهاداتهم حول تجربة الهجرة واللجوء، ومحاولاتهم تجاوز امتحاناتٍ صعبة والاندماج في المجتمع المستقبِل.

ويمزج العمل الكتابةَ بالصورة الفوتوغرافية، من خلال مجموعة من الصور الملتقطة بعدسة الفنّان المغربي امحمّد كيليطو، والتي تشّكّل مروياتٍ بصرية تلامس أبعاداً متعدّدة من حيوات اللاجئين، وقصصاً تكثّف ثيمات الهجرة والمنفى والعبور والحدود والاختلاف والإقصاء والهوية.

يصف بنّاني التجارب التي اشتغل عليها في كتابه بأنها "مغامرة إنسانية محفوفة بالأشواك والمخاطر"، مضيفاً: "كما ثمّة نجاحات، هناك تجارب مؤلمةٌ أيضاً"، مسجّلاً أن اللاجئ يستخدم كافّة إمكانيات المقاومة والصمود من أجل تجاوز واقعٍ بالغ الصعوبة.

ويعترف المؤلّف أن الهدف الرئيسي من الكتاب هو التوعية بأخلاقيات استقبال اللاجئين ومكافحة الأفكار النمطية والمسبقة عنهم في المجتمع المغربي: "رغم وجود تقاليد استقبال وتعدّدية ثقافية ولغوية عريقة في المغرب، فإن كلّ مواطن يظلُّ معنيّاً بإعادة النظر في مسألة استقبال الآخر والانفتاح عليه"، معتبراً أن الظروف الاقتصادية وطاقات الاستقبال قد تكون بعض العوامل التي تقف وراء رفض الآخر.

دلالات
المساهمون