مرافعة تضامناً مع المسؤولين
ثمة سيدة منبوذة في العالم العربي لا تقبل بها أرض إلا المعاجم. ويبدو أن المناجد نفسها قد تلفظ هذه السيدة/الكلمة خارج صفحاتها لو وجدت إلى ذلك سبيلاً.
وربما لهذا السبب، تتوارى السيدة النبيلة "الاستقالة" وسط الحشود الهائلة من الكلمات مخافة طردها من جنة المعاجم.
أياً كان الوضع، تظل جنة المعاجم حداً أدنى من العيش الكريم في انتظار أن يمن الله على هذه السيدة الخجولة بقسط ولو يسير من التكريم الذي تحظى به شقيقاتها مثل Démission وResignation في بلاد العجم.
من هذا المنطلق، ألتمس العذر لأي مسؤول وضعه قدره في موقف يحتم عليه الاستقالة. لماذا يتم تحميلهم مسؤولية تواري الاستقالة خجلاً وانطوائها على نفسها في مناجد ومعاجم نادراً ما تفتح. وحتى إذا فتحت فتكون الوجهة معلومة سلفاً.
ربما لهذا السبب، تتوارى السيدة النبيلة "الاستقالة" وسط الحشود الهائلة من الكلمات مخافة طردها من جنة المعاجم
أتضامن معكم أيها المسؤولون ضد المدن التي كبرت أكثر من اللازم والأمطار التي تجاوزت حدها، والطرق المدلعة، و"القرقرات" (البلاعات) المُتمنّعة المتكلسة من فرط عدم الاستخدام.
أتضامن معكم ضد من يرابط في منزله خوفاً على نفسه من البلل، ثم يطالبكم بالوفاء بوعد منسي بخدمة المدينة وأهلها على أساسه انتُخبتم أو وصلتم بموجبه إلى مناصبكم. "واش بغاو فيكم الخدمة"، كما يقال في المغرب.
تضامني المطلق معكم ضد كل من يطالب بالحساب قبل يوم الحساب، عفواً يوم الانتخاب. وعندما يأتي يوم الحساب يصاب بزهايمر مفاجئ ويعيد الكرة إلى ملعبكم مجدداً.