الحسين عموتة.. سور المغرب العظيم
ينتصب مساء الاثنين "سور المغرب العظيم" في مدينة دوالا بالكاميرون. وإذا كان سور الصين العظيم يُرى من المحطة الفضائية الدولية التي تدور على الأرض على علو 400 كيلومتر، فإن مشاهدة السور المغربي بالعين المجردة متاحة من جميع بقاع العالم عبر بعض القنوات التلفزيونية هذا المساء.
شخصيا، أثق في هذا السور وصلابته. ومصدر هذه الثقة إنجازاته الكبيرة ولحظة انبهار به في فترة الطفولة عندما كان لاعبا ومدربا في الوقت نفسه. اسألوا الفتح الرباطي كيف خطف أنظار إفريقيا كلها في مسابقة لم يكن أحد يتوقع فوز الرباطيين بها. أما الوداد، فلم ينس جمهورها بعد غصة التفريط في سور عظيم أعاد الوداد إلى زعامة كبار القارة.
وإذا كنتم تشكون في إمكانية رؤية السور المغربي العظيم من جميع بقاع العالم، ابحثوا في يوتيوب عن صولاته وجولاته في آسيا يوم كان النجم الإسباني راوول غونزاليس أحد حراسه/جنوده البارزين.
ومع ذلك، لا مجال لاستباق الأمور والجزم بقدرة السور على النجاح في مهمته الجديدة. لكن لا بأس في القول إن حظوظه قوية للإبهار مجددا.
لست مؤهلا للحديث عن الاختيارات التقنية بما فيها التشكيلة التي يتسلح بها لإبقاء اللقب في خزانة المغرب. لكن آمل أن يتسع صدره لهذه الرسائل على ضوء ما سلف التعبير عنه من ثقة في متانة السور من دون التفريط في الحذر المطلوب عند بدء أي مغامرة في أدغال إفريقيا:
أولا: قدرك هذه المرة أيها السور العظيم أن تعود إلى إفريقيا بثوب بطل يدافع عن لقبه. لذلك، ستكون كمن يطلق النار على قدمه في حال الانجرار وراء القائلين إن هذه البطولة ثانوية أو منقوصة. وهنا لا مبالغة في الاعتراف بأن الفرحة ظلت ناقصة بهذا اللقب رغم أن أركانه مكتملة. أين الخلل؟ لا جواب شافيا.
إذا كنتم تشكون في إمكانية رؤية السور المغربي العظيم من جميع بقاع العالم، ابحثوا في يوتيوب عن صولاته وجولاته في آسيا
لكن قد يكون السبب أن أعين المغاربة على اللقب ذي الفرحة المكتملة، والتي لم يتذوقوا طعمها منذ 1976. ليس الهدف فتح جراح الخسارة المريرة في نهائي 2004 ولا إقصاءاتنا الكثيرة من الدور الأول مرات عدة، بل هذه دعوة مفتوحة للاحتفلال بأي لقب يتحقق وعدم تحقيره. من يدري ربما يكون قنطرة صغيرة إلى اللقب المنشود.
ثانيا: هناك علامات على أن المعنيين بالدفاع عن هذا اللقب لم يستصغروا شأنه. والدليل على ذلك تعاقدهم مع مدرب مشهود لك بالكفاءة والخبرة في شق الطرق إلى الألقاب بطريقته الخاصة.
ثالثا: ليس عيبا أن يكون سلاحك الأقوى الدفاع. الهجوم ليس دائما الوسيلة الفضلى للفوز. الحيوانات الضارية تبذل جهدا كبيرا للصيد وتصرف جهدا أكبر لحماية صيدها الثمين من الكائنات الأشد قوة منها.
رابعا: الاعتماد على السور لا يعني الاكتفاء به. يجب استثمار الهجمات المرتدة مع القيام بحملات تمشيطية في مناطق سيطرة المنافسين عندما تسنح الفرص.
خامسا: لا بد من استحضار هذه القاعدة الأساسية: جميع أسوار العالم معرضة لانهيارات وتشققات وتصدعات وقد تنهار أجزاء منها، لكنها لا تتهدّم كليا إلا إذا أهملت ولم تخضع للترميم في الوقت المناسب.
سادسا: وهذه الرسالة الأهم. على "سور المغرب العظيم" أن يتمسك بشخصيته ولا يحاول تقليد أحد، وهذا المأمول فيه، حتى لا يلقى مصير الحمامة التي أرادت تقليد مشية الغراب.
نهاية القصة يعرفها جميع المغاربة، بمن فيهم السور العظيم الحسين عموتة، مدرب المنتخب المغربي للاعبين المحليين.