في الذكرى المائة.. هل سرق كارتر مقبرة توت؟
في الرابع من نوفمبر عام 1922، اكتشف الباحث الإنكليزي في علم المصريات هوارد كارتر مقبرة الملك توت عنخ آمون. غير أن القصة لم تبدأ عند تلك اللحظة، فقبل هذا التاريخ بنحو 20 عاماً، وبالتحديد عام 1903 قدم إلى مصر رجل الأعمال الإنكليزي، اللورد كارنارفون، لاستكمال علاجه بعد أن نصحه الأطباء بالسفر إلى القاهرة، إثر تعرضه لحادث سيارة كاد يقضي على حياته.
لم تتوقف طموحات كارنارفون بمصر عند العلاج، إذ استهوته الآثار المصرية، فانتقل إلى الأقصر ونزل بفندق ونتربالاس، وأجرى أعمال حفر وتنقيب بالبر الغربي، بعد أن أخذ تصريحاً بذلك، غير أن حفائره تلك لم تفضِ إلى شيء.
وفي عام 1907، جمعه الحظ بالشاب الإنكليزي هوارد كارتر الذي قدم إلى مصر من أجل التنقيب عن الآثار، فاتفقا معاً على أن يُجرى كارتر حفائر بتمويل من كارنارفون. استمرت الحفائر سنوات غير أنها لم تفضِ إلى شيء ذي بال، فبدأ الإحباط يدب في نفسيهما، غير أن بارقة أمل ظهرت فجأة لكارتر في الرابع من نوفمبر عام 1922، فأرسل إلى لندن في التو برقية لكارنارفون، للمجيء على وجه السرعة، ليسأله الأخير: هل وجدت شيئاً؟
قال: نعم.. أشياء مذهلة!
كان لاكتشاف مقبرة الملك الشاب بكامل محتوياتها من تابوت وتاج وكرسي وقلائد وخواتم وعصي وغيرها من الذهب الخالص والأبنوس، ضجة إعلامية واسعة في العالم كله.
كان الشيء المذهل الذي قصده كارتر، اكتشافه باب مقبرة يبدو أنها لم تُفتح من قبل. وصل كارنارفون وابنته الليدى إيفيلين، وكان كارتر في استقبالهما، فاصطحبهما إلى وادي الملوك لاستئناف العمل، فإذ به يجد حائطاً مختوماً، غير أنه، كارتر، سرعان ما قام بكسر الحائط، ويمد يده بشمعة كان يحملها ليفاجأ بما يرى من كنوز. حينذاك ساد بالموقف صمت رهيب!
كان لاكتشاف مقبرة الملك الشاب بكامل محتوياتها من تابوت وتاج وكرسي وقلائد وخواتم وعصي وغيرها من الذهب الخالص والأبنوس، ضجة إعلامية واسعة في العالم كله.
لم يكن كارتر -رغم ما قام به عمل- مُنزّهاً عن العبث بآثار مصر، فقد قام في عجالة من أمره بقطع ثلاثة توابيت كي يصل إلى مومياء توت عنخ أمون سريعاً، ليجدها بكامل زينتها من قلائد وخواتم من الذهب الخالص. ولتخليص هذه التحف والمجوهرات عن المومياء؛ قام وفريقه بفصل الجمجمة والعظام من مفاصلها. كما استخدم النصال والأسلاك لتخليص القناع الذهبي عن وجه الملك الشاب.
وبالرغم من أنه جرى الاحتفاظ بمحتويات المقبرة كاملة في مصر، ولم يحدث تقاسم لمحتوياتها مع المكتشف، فالقانون ساعتها كان ينص على ألا يجري التقسيم في حال اكتشاف مقبرة كاملة، فإنه ظهر حديثاً كتاب عن جامعة أكسفورد أوضح مؤلفه أن كارتر قد سرق العديد من محتويات المقبرة، واستدل على ذلك بمراسلات بين كارتر وشخص بريطاني آخر كان ضمن فريقه، تؤكد عملية السرقة. بل وما يؤكد عملية السرقة أيضاً هو إعلان متحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك عام 2010 نيته إعادة 19 أثراً إلى مصر يبدو أنها كانت ضمن محتويات المقبرة ساعة اكتشافها.