ستقوم القيامة اهربوا

22 يناير 2018
+ الخط -
الحكاية الأولى:

خلال السنوات الأولى من الثورة، تداول ناشطو السوشيال ميديا تسجيلات بصوت امرأة تقول وهي مرعوبة: ولاك أحمد، عم يقولوا بدها تجي طيارة اسمها يوم القيامة، من طرف الأتارب، يا إما من خان العسل، وبدها تطب قنابل كبار، وعلى أثرها بدها تقوم القيامة، بقى تعال لهون لنهرب على شي بلد ما يكون فيها قيامة قبلما تجي الطيارة.

هذه التسجيلات، في الحقيقة، محملة بالدلالات، وأهمها أن الحرب التي أعلنها وريث حافظ الأسد على الشعب السوري منذ 2011، لا تقل في هولها وفظاعتها عن يوم القيامة، مع فارق جوهري بينهما هو أن الله في يوم القيامة يعاقب المذنبين فقط، بينما الوريث القاصر يقتل الناس بالجملة.


الحكاية الثانية:

خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2013، شهدت حركة الطيران إلى فرنسا وإلى مدينة إزمير التركية نشاطاً كبيراً بسبب الكهانة التي تقول إن يوم القيامة سيصادف الحادي والعشرين من هذا الشهر. وبحسب الكهانة، فإن قريتين لن تنالهما آثار يوم القيامة، وهما قرية "شيرينجه" في ولاية إزمير التركية، وقرية "بوغراش" جنوبي فرنسا.

وحول الموضوع تشير الصحيفة إلى أن جميع الفنادق في تلك القرى تم حجزها بالكامل. وارتفعت هناك أسعار البيوت والإيجارات الشهرية، ورغم البرد القارس فقد امتلأت الأرصفة بأناس حضروا ولم يعثروا على مكان للإقامة..

تحدث الذين زاروا (شيرينجه) في تلك الفترة عن أشياء عجيبة كانت تجري هناك، منها ارتفاع معدلات الصلاة والخشوع، إضافة إلى شيوع حالات العشق الملتهب بين الصبايا والشبان.. من مختلف الأديان والجنسيات.

وجدير بالذكر أن أكثر من أربعين بالمئة من المؤمنين بتلك الكهانة قطعوا تذاكرَ طيرانٍ إلى إزمير وإلى جنوب فرنسا باتجاهٍ واحد، ولم يقطعوا تذاكر العودة!!
خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...