رابطة الكتاب السوريين لجواب الشرط والشرطة

05 مايو 2017
+ الخط -

غضب الصديق، خطيب بدلة، صاحب مدونة "إمتاع ومؤانسة"، وغضبه هادئ، يشبه الرضا، وكنت قد استمتعت واستأنست بقصته المبكرة "وأهلا بك أيها الصديق"، التي نشرها في مجموعة "حكى لي الأخرس"، وكانت قصة واعدة، ومبشرة بفن في القص يحول قشور الثمار الصحافية إلى طبخات فنية وموائد ومربيات أدبية ومعقود بنواصيها الخير.

 خطيب امرؤ حليم، وصبور، سمح مخالقته حتى إذا ظلم، وابن بلد، وجدع، وقد اشتعل الرأس شيباً، من اتهام للرابطة السورية، من "سابق" بنبأ، بأنها، تسطو على حقوق الكتاب في مجلة الرابطة واسمها "أوراق"، واسم المجلة خال من بروتين الثورية، لكن الرابطةَ رابطةٌ في الثغور، ومحاصرة، فغضب، وغضبه يشبه الرضا، وكتب منشوراً على صفحته الغراء، يدفع عن الرابطة وعن نفسه هذه التهمة: فقال باعتدال، والزمن يقصف الآجال: "هذه العبارة (يقصد التهمة التي وردت في مقال موقع جيرون للأخ نجم الدين سمان) غير صحيحة البتة. وأنا دفعت مكافآت لكل من كتب في الرابطة من العدد (1) حتى العدد (7) وهو آخر عدد صدر، بمعدل 100 دولار عن المقالة، ومن دون استثناء، وكنت أذوق الأمرين في إيصال المكافآت لمستحقيها، وبالأخص الذين في سورية، والصديق غسان الجباعي، من أسرة جيرون، مثلاً، يعرف ذلك. وكثيراً ما كنت أسافر ضمن إسطنبول مسافة طويلة لأسلم لصاحب المكافأة، أو من ينوب عنه، مكافأته، وعندي الآن سجل دونت فيه هذه الوقائع بالتفصيل الممل. والآن أنا أتحدى، ومستعد لأن أدفع لمن يزعم أنه نشر ولم يقبض من مالي الخاص بعدما تخليت عن كل علاقة لي بالرابطة. (حالات قليلة كنا نرسل فيها المكافأة لمستحقيها بواسطة الزميل حسام محمد).وأما بالنسبة للتمويل فلم يكن "كافياً"، ولا "جداً" ولكنه يكفي لأننا عملنا في الرابطة متطوعين. وشكراً للأخ نجم الدين سمان لحرصه على أموال الثورة والسوريين".

 ذكرني خطيب بمقال نشره ذات يوم، في صحيفة "تشرين" وكان بعنوان: "عيادة الكشف المبكر عن السرقات الأدبية"، وحبذا أن يضيف له ملحقاً، أو جزءاً ثانياً بعنوان: ضبط المجلات الأدبية بالجرم المشهود. 

 هات المجوز يا عبود.

والأخ، أخ بالرضاعة والصناعة، وإن أخاك من واساك، حريص على أموال الثورة، ونهج الثورة، ويكدُّ ويكدح ليل نهار في الدفاع عن الثورة، ونقدها، ونقد باب الحارة، والناس راجعة من الحج، ويتذكر أشياء عجيبة في الأزمنة والأمكنة المناسبة! فالأخ الأكبر في الداخل يرفع شعار: الجوع أو الركوع، والأخ الأكبر في الخارج يرفع شعارا مثله، السوري بات شرير الأرض، ممنوع من الدخول والخروج، والأكل والشرب، والحق أن خطيبا، وهو كاتب أصدر خمسة عشر كتابا، وكتب عشرات المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، لا أبالك يسأم، كان يذهب بنفسه للقاء الحبيب الكاتب، الذي لا يعرفه، طالبا منه  أن يضع في جيبه وردة حمراء؛ في آق سراي، أو تقسيم، أو في  قناريا أو في باش كوي، علامةً وأمارة..  والحركة صعبة في إسطنبول، وفيها حرق لوقت لا يبقى منه سوى رماد الذكريات، الوقت الذي ليس أثمن منه.

وهو كاتب يشغل مواقع عدة ويحرر موقعين في معارك التحرير من النهر إلى الحبر، وبعد أن يصل مجمع البحرين، يتصل بالكاتب الذي ينتظر المكافأة الرمزية على أحرّ من جمر الغضا، ودائما يأتي الكاتب من غير وردة حمراء، فللحرية الحمراء باب ....ووردة!

مرة فكرنا بتكليف زميلة، صبية شابة، عملت معنا، لإيصال المكافأة الرمزية، فتمنعت الزميلة، فالكتاب جائعون بطناً وقلباً، وخشينا أن يستلم المال والآمال، ويدقّ على شباك الحرية...!

وأحياناً كانت رسائل الجياع التي يوصلها ساعي بريد، في الخامسة والستين من العمر، تتطلب نصف نهار، يغذُّ لها خطيب السير، وهو مصاب بتنكس المفصل الحرقفي الفخذي الأيمن، من طول الطريق ووعثاء السفر، وينتظر تحت المطر والثلج.. ومرةً قمنا بمناقلة.. وهو مصطلح مالي سوري، يعني المقايضة والمبادلة.

دلالات
أحمد عمر
أحمد عمر
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
أحمد عمر

مدونات أخرى