جودت سعيد في فقه الميزان... ما له وما عليه

07 فبراير 2022
+ الخط -

نحن نسير بتوفيق الله على فقه الميزان الذي يقوم على الفهم الدقيق والفقه العميق للسنة والقرآن، وبه يتحقق العدل في التصورات والتصرفات، وهو قائم على جناحي الوحي والنقل، والفكر والعقل، لتتحقق سعادة الدنيا والآخرة معاً لكل من يتبع الإسلام بكماله وجلاله وجماله.

ففقه الميزان يعني الاعتماد على الحكمة والبصيرة، وعلى المنهاج الصحيح للوصول إلى الغاية، وعلى منهج القرآن وعلى موازينه دون جعله "عِضِينَ". فالأمة الإسلامية اليوم في أشد الحاجة إلى هذه الموازين، ميزان النقل وميزان العقل، وميزان الدنيا وميزان الآخرة، وميزان العقيدة الحقة، وميزان السنن والأسباب، وهكذا..

فالخلل الكبير في موازيننا، وليس في إسلامنا.. وخير مثال على خلل موازيننا هو ما أثير من ضجيج إثر وفاة الأستاذ جودت سعيد (الترحم أو النعي)، فقد رفض البعض حتى النعي مع أنه ليس تزكية مطلقة، وإنما من باب "اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم". (رواه أبو داود بسند حسن (4900) والترمذي (1019)، وابن حبان في صحيحه (3020)، وصححه الحاكم (1421)، وحسنه أو صححه عدد من الأئمة.

وحسب فقه الميزان :
1- لا  ينبغي أن ينشغل العلماء بماضي الميت. 
2- لا يجوز التكلف في وصف أفكاره بالضلالات أو الطامات. 
3- واجب أهل العلم بيان الحق بعيداً عن الشخصنة. 
4- وفي النقد العلمي علينا أن نفرق بين ما هو ثابت قطعي بالإجماع، وبين ما هو من الظنيات دلالة أو ثبوتاً أو من الاجتهادات المحضة، فيكون الناقد  لطيفاً (فليتلطف).

وأخيراً فإن كفاحنا المعرفي ونضالنا العلمي وجهادنا الدعوى ينبغي أن يكون في بيان الحق بالحكمة وإرشاد الناس على بصيرة وبذل كل ما في الوسع لجمع الأمة ولم الشمل على كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة على منهاج النبوة، والحوار بالتي هي أحسن. وليتذكر الدعاة أننا دعاة لا قضاة وأننا رحمة لا نقمة، وأن فقه الميزان يعني توسيع الصداقات وتقليص العداوات.

دلالات