بياع فلافل الكسم

18 ديسمبر 2016
+ الخط -
حدثني الصديق نبيه كردي بهذه الحكاية التي وقعت أحداثها بوجوده في سجن تدمر. قال:


- وصلنا إلى سجن تدمر في ليلة من ليالي ربيع 1981 الباردة. في باحة من باحات السجن، والوقت، على ما أذكر، قد تجاوز منتصف الليل، وبعد أن حُفِظَتْ أسماؤنا وملفاتنا لدى الإدارة، قادونا، بل، ساقونا كقطيع من الغنم، مخفورين بالعديد من عناصر السجن الغلاظ الذين أفصحت هيئاتهم عن أنهم يتلذذون بتعذيب المعتقلين، في اتجاه ما.


أوقفونا أمام أحد المهاجع، وهو قاعة كبيرة عرفنا فيما بعد أن اسمها "ورشة الغسيل".


أحد عناصر السجن أمسك بأحد المعتقلين ومن ياقة قميصه وسأله:

من وين إنت ولاه؟

أجابه المعتقل: من حمص.

سأله: وشو بتشتغل؟

قال المعتقل: بياع فلافل.

فانفلت العنصر بضحك طويل هازئ، وقال له:


- يخرب بيتك شو حمار؟ بياع فلافل وتعارض سياسة القائد حافظ الأسد؟ ولاه، أنت مفكر حالك بِهَلْ معارضة رح يسلموك محل الدكتور الكسم؟!

(عبد الرؤوف الكسم كان رئيس مجلس الوزراء آنذاك).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل من كتاب حكايات سورية
خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...