العجيلي والشعر الكيميائي الضاحك

07 نوفمبر 2017
+ الخط -
حكى لي الأديب الدكتور عبد السلام العجيلي، حينما التقيتُه في مدينة الرقة ذات يوم في أواخر الثمانينيات، أنه، حينما كان طالباً في الثانوية العامة، كان يتسلى بنظم الشعر الساخر، وهذا كان يسبب له مشاكل ذات طبيعة فكاهية. 

قال:

- أقام لنا الأستاذ، أديب هندية، امتحاناً في الكيمياء، فيه سؤال عن الماء حينما ينقسم بالتفاعل إلى أكسجين وهيدروجين.. إلى آخره. أنا كنتُ في الثانوية، ولا فخر، الأولَ على سورية في مادة العلوم والرياضيات. المهم بعد أن كتبتُ الإجابات، باللغة العلمية، على ورقة الامتحان، أخرجتُ ورقة مسودة وكتبت عليها:

إن اتحادَ الصَّـبِّ بالبــخـارِ 

يجري إذا أُمِـــــرَّ بالتيارِ

هِدْرُوجِنُ البُخَارِ يمضي  هاربا   

ويصبح الأكسيدُ جسماً غاصبا

فكـل سـتٍّ تُكْـِملُ  التسعينا

من حجم غاز الماء قد تُنْبِـينا

بذرة تكـوَّنَـتْ أكسيـــدا

أحجارُهــا تمغنـطُ  الحديدا

فليت شعري لِتْـرُ غازٍ منطلقْ

علامَ يُنبـي من حديد محترقْ؟

قد بان لي في آخر الحسـابِ

ثلاثةُ غراماتِ فـي الجـوابِ

وبينما أنا أهُمُّ بتسليم ورقة الامتحان للمدرس، إذ همس لي الزميل القريب مني، وهو من أسرة "الدرعوزي" بأن الوقت يكاد ينقضي وهو لا يعرف كيف يحل المسألة، فأعطيته الورقة التي كتبتُ عليها القصيدة، فأخذها ولم ينتبه إلى أنها فكاهية، ونقلها إلى ورقته، ثم سلمها للأستاذ. 

في النتيجة، حصلت أنا على العلامة التامة، وأما زميلي الدرعوزي فحصل على صفر مكعب، مع تعليق بسيط من الأستاذ يقول له: أنت مجنون يا ولد؟!

خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...