الدراسة في قطر... ميزاتها وجودتها
يعتبر قرار الدراسة في دولة قطر أحد أفضل القرارات التي يمكن أن يتخذها أي طالب جامعي في حياته الدراسية، وذلك لما تتمتع به من مميزات كثيرة وإيجابيات متعدّدة، قلّما تجدها حتى في بعض الدول الغربية التي تحظى باهتمام الكثير من الطلاب الأجانب حول العالم، بما فيهم الطلاب الذين ينحدرون من الدول العربية والإسلامية.
وفي هذا المقال، سنتحدث عن أبرز الأمور الإيجابية التي قد تدفع بالكثير من الطلاب العرب إلى التفكير في تغيير وجهتهم الدراسية نحو إحدى الجامعات القطرية، سواء الحكومية أو التابعة للقطاع الخاص، والتي لا تكاد تجد فرقاً بينهما، سواء من حيث تطوّر وحداثة البنية التحتية لهذه المؤسسات التعليمية العليا، أو من حيث جودة المقرّرات الدراسية المعتمدة، التي تُدرّس بأساليب عصرية وحديثة، توازي المعايير الدولية المعتمدة نفسها في كثير من الدول المتقدّمة في مجال التعليم.
وتعتبر دولة قطر دولة تعليمية بامتياز، إذ مع صغر مساحتها وقلّة عدد سكانها، إلا أنها تتوفر على ما يزيد عن 34 مؤسسة تعليمية عليا، حسب ما ذكره الموقع الرسمي لوزارة التعليم القطرية، بحيث تعمل الأخيرة على الاستثمار في مجال التعليم، العالي منه خصوصاً، من أجل تكوين كوادر وطنية وأطر محترفة تواكب وتساهم في النهضة الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات، كما أنّ التعليم في قطر يحتل مراتب متقدمة عربياً ودولياً. ففي سنة 2021 احتلت قطر المرتبة الأولى عربياً، والرابعة عالمياً من حيث جودة التعليم، في التصنيف الذي صدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس من السنة نفسها. وذلك راجع بالأساس إلى الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات القطرية لمجال التعليم، الذي يعدّ مكوّناً أساسياً وضرورياً لتطوّر الدول ورقيها.
تستثمر قطر في مجال التعليم، العالي منه خصوصاً، من أجل تكوين كوادر وطنية وأطر محترفة تواكب وتساهم في النهضة الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها البلاد
وتمتلك قطر أزيد من 34 مؤسسة تعليمية عليا، مجهزة بأحدث التقنيات، مقسّمة بين جامعات تابعة للدولة، وبين جامعات وكليات يسيّرها القطاع الخاص، وتمتلك جامعات محلية مرموقة، مثل جامعة قطر الحكومية، التي تصنّف في المرتبة الأولى كأفضل جامعة قطرية، والثانية عربياً، والمرتبة 208 على المستوى العالمي، وفق مؤسسة QS المختصة في تصنيف الجامعات، متبوعة بجامعة خليفة بن حمد التي حلّت في المرتبة الثانية داخل قطر، وضمن أفضل 150 جامعة عالمية لدراسة علوم الحاسوب وهندسته.
إلى جانب ذلك، تمتلك قطر جامعات خاصة، وهي في الغالب فروع لجامعات عالمية أوروبية وأميركية، مثل جامعة تكساس إيه أند إم، وجامعة كارنيجي ميلون، وجامعة فرجينيا كومنولث قطر…، كما أنّ الشهادات التي تسلّمها هذه المؤسسات التعليمية هي شهادات معترف بها في مختلف دول العالم، يستطيع الطلاب الحاصلون عليها ولوج سوق العمل بسهولة، سواء داخل قطر أو خارجها.
من أكبر السلبيات التي يعاني منها الطلبة العرب الذين يدرسون في الجامعات الأوروبية والأميركية، هي مشكلة الاغتراب الثقافي واللغوي، ولكنك إذا قرّرت الدراسة في قطر، فإنك لن تعاني من هذه المشكلة بتاتاً، لأنّ دولة قطر هي دولة عربية وإسلامية، لها عادات وتقاليد سائر الدول العربية، كما أنّ اللغة العربية هي اللغة الرسمية في البلاد، وبهذا لن تعاني من عائق اللغة في المعاملات اليومية، سواء داخل الجامعة أو في حياتك العامة في الأسواق والشوارع، ولكن هذا لا يعني أنك لن تحتاج إلى لغات أخرى كاللغة الإنجليزية على سبيل المثال، إذ ستحتاجها في دراسة بعض التخصّصات أو المواد الدراسية، خاصة إذا كنت تدرس أحد المسالك التي تعتبر فيها الإنجليزية ضرورية، مثل التخصّصات الطبية والهندسية...
تقدم الجامعات داخل قطر بشكل سنوي، الآلاف من المنح الدراسية لمختلف الطلبة من جميع أنحاء العالم، خاصة الذين ينحدرون من أسر فقيرة ومتوسطة الدخل
يتجنب الطلاب الدوليون عادة الدول التي تكثر فيها نسبة الجرائم، وينخفض فيها مستوى الأمن، وذلك حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم، ولهذا، فالدراسة في دولة قطر هي خيار مناسب، لأنّ دولة قطر تصنّف ضمن الدول الأكثر أماناً في العالم، بحيث تصدرت قائمة دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط من حيث نسبة الأمان للعام الـ15 على التوالي، فيما احتلت المرتبة الـ 23 على المستوى العالمي، حسب تقرير مؤشر السلام العالمي لسنة 2022، الذي يصدر عن معهد السلام والاقتصاد العالمي. وهذا راجع بالأساس، إلى طبيعة الشعب القطري الذي يتميّز بالهدوء واحترام الآخرين، والكرم الكبير النابع من النخوة العربية الأصيلة والأخلاق الإسلامية المتينة، بحيث يمكن لجميع سكان قطر التجوّل في أي وقت، وفي أيّ مكان، دون الخشية من عملية سرقة أو موقف عنصري، أو أيّ شيء من هذا القبيل، وهذه ميزة إيجابية تنعدم في بعض الدول الأوروبية والأميركية، خاصة التي تنتشر فيها ظاهرتا الإسلاموفوبيا ومعاداة المهاجرين بشكل عام.
وتقدم الجامعات داخل قطر بشكل سنوي الآلاف من المنح الدراسية لمختلف الطلبة من جميع أنحاء العالم، خاصة الذين ينحدرون من أسر فقيرة ومتوسطة الدخل. وتنقسم هذه المنح بين منح مموّلة بشكل كامل، تشمل الإعفاء من رسوم التسجيل والدراسة، والإقامة المجانية في السكن الجامعي، وتذاكر طيران سنوية، ذهاباً وإياباً، ورواتب شهرية، مثل منحة جامعة قطر. وبين المنح الجزئية التي تشمل فقط إحدى هذه الامتيازات، أو هي عبارة عن جوائز مالية سنوية تمنح للطلاب المتفوقين أكاديمياً، مثل منحة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ومنحة الأمير الشيخ تميم بن حمد، التي تتراوح قيمتها بين 20 ألف و250 ألف ريال قطري، وتهدف هذه المنح الأميرية إلى تشجيع الطلاب على التحصيل العلمي والأكاديمي، وهي ميزة تنافسية للغاية، ينبغي لأي طالب تجربتها والاستفادة منها.