أثارت هيئة الإذاعة البريطانية BBC غضب عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المغربي، أحمد الريسوني، بعد وصفها إياه بصاحب فتوى "نكاح الأموات" وأنه أحد الموضوعين على قوائم الإرهاب. وتواصل موقع "العربي الجديد" مع "بي بي سي عربي" للوقوف على حقيقة هذا الجدل.
غضب الريسوني
من جانبه احتج أحمد الريسوني على وصف "بي بي سي عربي" بـ"الموضوع على قائمة الإرهاب" وصاحب الفتوى المثيرة للجدل، خلال حلقة غير متاحة على الإنترنت من برنامج "ترندينغ" الذي تقدمه الإعلامية رانيا العطار.
وردّ الريسوني ببيان قال فيه إن "كل هذه مزاعم خيالية مختَلَقَة لا أساس لها من الصحة، بل إنني لا أدري أصلاً ما معنى فتوى نكاح الأموات".
اعتذار "بي بي سي"
تأسفت "بي بي سي عربي" لوقوع هذا الخطأ غير المقصود، وقالت، في اتصال مع "العربي الجديد"، إنها "تأسف في حال كان قد أدى إلى أي ضرر معنوي بحق فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الريسوني، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين".
وأوضحت القناة أن "محرر الفقرة اتصل بمكتب الشيخ الريسوني واعتذر عن الخطأ غير المقصود هذا بعد فترة قصيرة جداً من حدوثه. كذلك أرسل رئيس القسم العربي سمير فرح للشيخ الريسوني اعتذاراً رسمياً شرح فيه ملابسات الخطأ ونتائج التحقيق الداخلي الذي تلاه. وأعلم فرح الشيخ الريسوني أن بي بي سي عربي اتخذت كل الإجراءات لرفع الفيديو من مواقعها مباشرة بعد الخطأ".
وكانت بي بي سي قد خلطت بين الريسوني والشيخ الراحل عبد الباري الزمزمي الذي كان قد أفتى بجواز العلاقة الحميمية بين الزوج وزوجته بعد وفاتها، ما أثار ضجة كبيرة سنة 2011.
وكان رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، الشيخ الراحل عبد الباري الزمزمي، قد أفتى بأن الدين الإسلامي "يبيح ممارسة الجنس مع الجثث، بشرط ربط عقد زواج بين الطرفين قبل الموت".
وأضاف الشيخ الذي كان معروفاً بفتاواه التي توصف بالغريبة أنه "لا حرج إذا أراد الزوج ممارسة الجنس مع جثة زوجته بعد ساعات من موتها، معتبراً أن الدين الإسلامي لم يحرمه على الأزواج".
وتابع آنذاك، في الفتوى التي أشعلت مواقع التواصل وأثارت الرأي العام المحلي والعربي والعالمي، أنه "حتى إذا كان الرجل نادراً ما يفكر في ممارسة الجنس مع زوجته وقت وفاتها، إلا أن الدين الإسلامي سمح له بذلك"، وبرّر فتواه بأن "الزوجة حلال لزوجها حتى بعد مماتها"، وأن "الموت لا يفسخ العلاقة الزوجية" بحسب تعبيره.
(العربي الجديد)