خلف كلّ فضاء يوتوبي، يوجد فضاء هيتيري تُمارس السلطة/ القوة عليه سياسات الإخضاع التي تهدف إلى جعل الإنسان الآخر منبوذاً ومنزوعاً من القيمة التي تحدّدها معايير السلطة، فيتراكم الصراع بين السلطة والمنبوذ، وهذا حال الفلسطينين الذين يقاومون محاولات نبذهم.
تعتبر الماركسية أن خلف كل علاقة رأسمالية بين الرأسمالي والعامل، علاقة اضطهادية دفينة مختزلة في المنزل على شكل زواج أو أسرة. فالمرأة دورها مهم في الإنتاج الرأسمالي، مهم في هذه العلاقة، لأنّ المرأة ستنجب عمالاً عبيداً للرأسمالية ومستهلكين لمنتجاتها.
إنّ الكثير من مظاهر التغيير لإسكات الحركة النسوية التي تنتشر في كلّ الميادين، صحوة وعي من وعلى تاريخٍ طويلٍ ومريرٍ من الاضطهاد والتمييز الممارسين بناءً على النوع الاجتماعي وأسس أخرى ذات علاقة بالانتهاكات الممارسة ضد الإنسانية ككلّ.
لقد أولى فريدرك نيتشه نظرة خاصة نحو الجسد وصراعه مع الملذات، فالجسد الذي يسعى نحو القوة والهيمنة والبقاء بأفضل الشروط وأطول مدةّ ممكنة، هو جسد يحكم على نفسه بالإعدام أو "اللاوجود"، إن كان علينا استخدام هذا المصطلح الأعمق في المعنى من مصطلح العدم.
كلما انفصلت الذات عن السياق العام والمشترك مع الآخرين، وكلما تخصّصت وتمايزت تصبح جشعة ومتسلّطة أكثر، الأمر الذي يجعلها تمارس القمع والعنف لتحقيق رغباتها، منتزعة القيمة الإنسانية من الآخرين، ومركّزة على ذاتها، وهو ما يخلق العنصرية في نهاية المطاف.
يمكن وصف التحوّل من النظام الأمومي إلى النظام الأبوي بأنه ظاهرة إعادة تشكيل علاقات القوة والملكية بين المرأة والرجل، وتسوية حق النسب بينهما، فالمرأة بعد أن كانت تملك أبناءها وتختار الأب المناسب بعد علاقات جنسية متعدّدة، أصبحت ملكاً للرجل.