يستدعي ما حدث في عاصمة الشتات، والذي بات أشدّ تعقيدًا من أن تنزع الحلول الأمنية المؤقّتة فتيل انفجاره، قراءةً لبنانيةً مختلفةً لكلّ المخيّمات، وتعاطيًا إنسانيًا وقانونيًا مع اللجوء الفلسطيني، بعد سبعة عقودٍ ونيّف من وجود مخيّمات الفلسطينيين.
نجا جهاد بمعجزة، خضع للعلاج النفسي مدة طويلة، فالمأساة بتفاصيلها لا تفارقه، خصوصاً؛ ذكرى أحمد ونور ورواد الذين عاش معهم أسبوعاً كاملاً في منزل واحد، تبادلوا الأحاديث وطالبوه بطهي الطعام الذي يحبونه؛ فهو طباخ؛ شيف، يحلم بإنشاء مطعم شرقي في هولندا.
كان أبناء الخليج؛ على امتداد قرنٍ كاملٍ من الزمن، يتوارثون ذاكرة نضاليّة توحّدهم ضدّ الاستعمار البريطاني والكيان الصهيوني المحتلّ، فجأة؛ بات مطلوباً من أبناء هذه الأرض حذف وعيهم وذاكرتهم الأصلية، واستبدالهما بوعي مضادّ هجين، فرضه اتفاق فوقي
يرصد المقال الاستنزاف التدريجي الذي عاشه المجتمع الفلسطيني في شتاته القريب، من خلال دراسة اللجوء الفلسطيني في لبنان، كنموذج صارخ على انتقال الانقسام الداخلي الفلسطيني إلى مخيمات لجوئه.
ووسط هذا الضخّ الإعلامي المضاد للتمييز العرقي والعنصري، انفلتت محتويات وسائل التواصل الاجتماعي من قبضة الرقابة الاسرائيلية وهو الأمر الهام للغاية في عملية تبدّل النظرة نحو الصراع في فلسطين المحتلة
في الوقت الذي كانت فيه حركات التحرّر بأحزابها ونقاباتها العمّالية واتحاداتها النسائيّة حاملةً مضامين التحرّر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ظلّ إسهام النساء في مجرى النضال السياسي محدوداً
تعيد الذاكرة الجماعيّة الخليجية توحيد جهود النضال والمقاطعة عبر حملات كانت تمتدّ من بيروت ودمشق إلى الخليج، مثل "لكلّ مواطن خفير" وغيرها، من الحملات التي اتخذت شكل التنسيق بين البلدان العربية توحّدها نزعة التحرّر من الاستعمار.
لم يغلق مخاض اللجوء الفلسطيني في لبنان فصول أزماته منذ 74 عاماً على النكبة، ولعلّ الأعوام الأربعة الأخيرة التي دقّت فيها طبول "صفقة القرن" والمتماهين مع إملاءاتها، فرضت على الفلسطينيين في كلّ مكان حصاراً أقلّ ما يمكن وصفه بمخاض مصير.