ليس الوضع اليوم مجرّد تسريبات واختراقات متبادلة، على الرغم من أنّها كانت غير منطقية ومقبولة، بل تجاوز خط الشد والجذب، وذهب نحو مفترق طرق، وطرح أوراق متناقضة على المكشوف، وتسخينها إعلاميا بشكل يعرّض الخليج وشعوبها والمنطقة والأمن القومي لخطر.
إنّا على دروب نضالك سائرون نحو اجتثاث جحافل التمرد، ورسم خارطة الدولة الجديدة التي من أجلها نشدت روحك، وسقيت الأرض من دمائك، وروت الحياة عطر النصر من فوح استشهادك الذي سيكون مفتاحاً للنجاة من المتمردين، والخروج بالوطن إلى بر الأمان.
لم تقم جحافل التمرد بإمطار تعز بالقذائف، وزخم من الرصاص الذي يطال كل حي، ويستقر في كل خاصرة، فحسب، بل شددت الخناق، وطوقت الحصار، متوقعة أن يركع أبناء المدينة ويستسلمون.
تلقنت المليشيا من أبناء تعز دروساً قاسية بأدوار مختلفة، وتعلمت جيداً فنون القتال، والكفاح، وضخامة الجوهر الذي يتعملق لأجله هؤلاء، ويتسلق من شأنه رواد السلام والسلاح معاً، وبلورت في ذهنها، إن وجد ذلك، حكاية الإصرار التي وهبت لأهل تعز.
أصبحت تزغرد، وتتعالى شامخة في الآفاق، وهي واقفة بصمودها على مشارف التحرير، بانتظار أن يكتمل النصر الحتمي، وأن يشرق فجر الأمل، وتنشد العصافير بأصوات الفرح، وتبزغ شمس الضحى، لتكوي لهيب نار أشعلتها جحافل التمرد، وتبرد قلوب شعب احترقت بحميم الظلم.
باتت علاقة علي عبدالله صالح بالحوثي أشبه بموجة عاصفة في شاطئ الأحداث، ما أصبح تحالفهم الخبيث لتمزيق البلد في مهب الريح، وبات يمثل تدحرجاً نحو أعتاب الأزمة الحالية، وتغيير لموازين القوى، وقلب الطاولة، وخلط الأوراق.
ليس أمام دول الخليج في الوقت الراهن سوى إخراج آخر الأوراق في قلب الطاولة، ودعم المقاومة اليمنية، لإحداث تباين وتوازن ملحوظ، للتمكين من حل الأزمة عسكريا في نهاية المطاف، وبأيام معدودة ان صحَّ عزم الخليج على إنهاء حدة التوتر