هل تنهي عاصفة الحزم الوضع الراهن؟
استباح علي عبد الله صالح الحرم القدسي للمهنة العسكرية، ما ظللها عن شجرة المقاومة، وحجبها عن شمس الحماية والدفاع عن الشعب والوطن، وجعلها تحت تصرفه. بل إنه وضعها لحمايته هو شخصياً. وكذلك عملية هيكلة الجيش التي قام بها عبد ربه هادي منصور، والتي نسفت الجناح الآخر من الجيش الذي كان تحت راية الوطن، نوعاً ما، وهم قلة، حتى جاء الحوثي، وأنهى الجيش برمته، ونشَّف حبر القدرة على المقاومة.
لست مع عاصفة الحزم التي تقودها السعودية بتحالف خليجي وعربي كبير، بقدر توافقي الكامل مع كسر شوكة صالح وحليفه عبد الملك الحوثي اللذين طغيا في الأرض فساداً وتغطرساً، وأوصلا البلاد إلى حالة من التقزم والتشظي، والانهيار الكامل لمفاصل الدولة والسيادة.
كان من المفترض أن تكون الحرب على صالح والحوثي، من اليمنيين أنفسهم، وبدعم خليجي وعربي. لكن، للأسف لم يستطع اليمنيون أن يقاوموا الغطرسة.
ولم يع عبد الملك الحوثي بعد أن خطواته المتسارعة منذ البداية، وتحالفه مع صالح الذي يرمي به في النار، بعدما حقق كل مآربه تحت غطائه، أن تلك الخطوات تسقطه شيئاً فشيئاً نحو مستنقع الانهيار.. والهرولة نحو المجهول، من دون مشروع أو رؤية واضحة لطريقة خطواته المستحدثة سلبياً على أرض الواقع، ما يستدعي تقبل الوضع الراهن، بكل مقاييسه واحتمالاته ونتائجه العكسية التي سترتد عليه بشكل وخيم.