كثيرون هم الذين ركبوا موجة ثورتنا، عندما واتتهم فرصتهم الذهبية، فـ"الكاريزما" التي يُمَغْنطون بها قلوبَ النّاس قبل عقولهم لم يمْلكها "صلاح الدين" نفسُه، ولا "محمد الفاتح"، فهل أدركتَ الآن لمَ اختلط علينا الأمر، نحن البسطاء، بطلعَة أمثال هؤلاء.
لم يعلم البوطي، وهو يلقي درسه الأخير في "جامع الإيمان"، وسط زحمة الفروع الأمنية، أنّ جوارَ صلاح الدين الأيوبي الكردي كان قد هُيّئ له بما يمثّله من استنْهاض واستجلاب واستحلاب للعاطفة والدّين والتاريخ والعِرق.