يهدف ما يجري في العربية السعودية إلى إيجاد ضجة واهتزازات وتصدعات داخلية، تشمل الأسرة الحاكمة والمجتمع ومنظومة القيم، وهي خطوات مدروسة، ولا يملك ولي العهد، محمد بن سلمان، معارضتها، ولا الوقوف في وجهها، ويراد منها إلغاء الخصوصية الثقافية لمجتمعات المشرق.
لطالما اعتقد دعاة التطرف العلماني في مصر أن في مقدورهم استغلال مشهد الصراع النخبوي والسياسي وتدعيم غلو الدولة وتطرفها تجاه معارضيها، بهدف الوصول إلى حالة تشبه مناخات الثورة الفرنسية.
يمكن تشبيه نظام الحكم في مصر، بعد اتفاق كامب ديفيد، وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي، بفتاة ترتدي غطاء رأس أميركيا في الشتاء، مع شورت قصير أو برمودة روسية في الصيف، وتستهويها منتجعات مياه العرب الدافئة، وبجوارها قسيس، يُلَقِنها ترانيم معابد الفراعنة.
في عهد الرئيس المنتخب، محمد مرسي، لم تغلق صحيفة واحدة، ولم يعتقل صحافي، ولم تُغلَق مقرات الأحزاب، وأطلق سراح المعارضين من السجون، ولم تعتقل الفتيات، ولم يصدر حكم واحد بالإعدام، وفتحت الفضائيات ووسائل الإعلام الرسمية والخاصة أمام المعارضة.
على الرغم من أن المواطن يدرك أن ذلك المرض مناف لأبسط حقوقه المدنية والإنسانية، إلا أنه يمارسه من خلال الخضوع لذلك الابتزاز، والتعامل معه وكأنه عَمَل روُتيني يومي طبيعي، والخطورة أنه أصبح لهذه الممارسة انعكاسات واضحة على المجتمع
ببساطة استطاع الاستعمار أن يُحكم وثاقَ لِجامِ مشرقنا العربي بعد اتفاق كامب ديفيد في 17 سبتمبر/أيلول 1978، وعندما شاخ نظام التبعية عَزز الغَرب من هيمنتهُ الرسمية والوجدانية في مصر ومشرقنا العربي بعد إنقلاب 3 يوليو.
هل يمكن أن تُمثل شعارات الثورة الإسلامية بديلاً عن تلك المسميات، من قبيل مدنية الدولة؟ وهل شعارات الثورة الإسلامية، إذا ما تم رفعها، ربما تُعيد حيوية بداية ثورات الربيع العربي؟