صبية في الثامنة عشرة من عمرها ترتقي درجات الباص وتقف لحظة في واجهته الأمامية، تصطدم نظراتها بنظرات الركاب الذين سبقوها إلى المقاعد؛ نظرات فضولية لا معنى لها، تربك الصبية فتستدير لتنزل
يفرد هاني أصابع يده اليسرى القريبة من وجه الولد فيراها قصيرة سمينة مبقّعة بالندوب، ويحاول خلع الخاتم الذهبي العريض من بنصره فلا يتمكن، وتسري في بدنه قشعريرة وهو يتخيّل نفسه ممسكاً بمنشار للحديد يبتر به إصبعه
تمسك مس هدى طبشورة حمراء بين أصابعها، وتثبّت رأسها على نقطة في السطر الأول، ثم تهبط وتصعد بها بين السطور الأربعة المتوازية، ببطْء وهدوء، ولا تبعد الطبشورة عن السبورة إلا بعد الانتهاء من رسم الكلمة
بمجرد أن أرخت له الحبل على البوابة انطلق "عنتر" يعدو بأقصى سرعته في الممشى، وقبل أن تزايلها الدهشة كان قد دار حول البيت دورة كاملة، وعاد يقف أمامها مستنفراً ولسانه الصغير يتدلّى من فمه المغطى بشاربه الأشهب.
يذهب الطالب حسن إلى المدرسة كل صباح، لا يحمل في حقيبته القماشية غير كرة فارغة من الهواء، يجلس في المقعد الأخير من الغرفة الصفّية الضيقة، في الزاوية، ينتظر بفارغ الصبر جرس التّرويحة.