ضربني وبكى

22 ديسمبر 2014
من اجتماع "أوبك" الأخير (أرشيف/Getty)
+ الخط -
ما حدث في مؤتمر الطاقة العربي الذي نظمته أمس منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (أوابك) بمدينة أبوظبي ينطبق عليه المثل العامي الشهير "ضربني وبكى سبقني واشتكى" أو المثل العربي (تلدغ العقرب وتصيئ) أي تصيح، فالمؤتمر شهد هجوماً شديدا من دول الخليج الأغزر إنتاجا للنفط، السعودية والإمارات، على المنتجين المستقلين من خارج منظمة (أوابك)، مثل روسيا متهمين إياهم بأنهم وراء تهاوي الأسعار، ورغم أن الخليج مسؤول بشكل غير مباشر عن تهاوي الأسعار لرفضها خفض الإنتاج، إلا أن وزراء النفط بها حملوا الدول المنتجة من خارج أوبك المسؤولية، بل وتحدثوا عن الإنتاج اللامسؤول من جانب هؤلاء المنتجين ولا سيما حديثي العهد بالسوق النفطية، وأنهم من أهم أسباب تدهور الأسعار الذي يمثل عبئاً اقتصادياً كبيراً على المنتجين.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل كان اللافت للنظر في مؤتمر أبوظبي النفي السعودي الإماراتي القاطع لحكاية المؤامرة السياسية والتي رددتها دول كبرى منتجة للنفط مثل روسيا وإيران وأنها وراء تهاوي الأسعار، بل واستخدام كل من وزير البترول السعودي علي النعيمي ونظيره الإماراتي سهيل المزروعي نفس الكلمات في الرد، فالوزيران قالا "الحديث عن مؤامرة حبكتها السعودية لأغراض سياسية، لا أساس له، ويدل على قلة فهم، وليست هناك مؤامرة، وليس هناك استهداف لأحد، هذه سوق ترتفع وتنخفض".
واللافت أيضا في المؤتمر موقف وزير النفط القطري محمد السادة، المغاير للموقفين السعودي والإماراتي، والذي لم يحمل المنتجين من خارج أوبك مسؤولية تهاوي أسعار النفط، بل أرجعها لبطء نمو الاقتصاد العالمي وارتفاع مصادر إمدادات الطاقة خاصة غير التقليدية.
دول الخليج هي الخاسر الأكبر من تهاوي أسعار النفط، هذه حقيقة لا جدال فيها، والفرصة كانت متاحة أمامها لإعادة التوازن لسوق النفط بخفض الإنتاج، لكنها لم تفعل لأسباب منها ما هو متعلق بالحرب الاقتصادية ضد روسيا وإيران أو ضرب شركات النفط الصخري، والمنتجون المستقلون مسؤولون عن تهاوي الأسعار لكنهم ليسوا وحدهم هم، فدول الخليج مسؤولة أيضاً.
المساهمون