الاكتشافات النفطية في المغرب تفتن إسبانيا

25 أكتوبر 2014
ناشطون إسبان يحتجون رفضاً للتنقيب عن النفط (Getty)
+ الخط -
تشهد إسبانيا جدلاً واسعاً بعد إعلان شركات عالمية عن اكتشاف النفط في المياه البحرية، غير بعيد عن جزر الكناري الإسبانية، التي تقع في المحيط الأطلسي، على بعد نحو 100 كيلومتر عن السواحل الجنوبية للمغرب، رغم أن المغرب تعامل بحذر شديد مع هذا الكشف، على غرار جميع الاكتشافات المعلنة من قبل الشركات التي تباشر أعمالها في البلاد.

ويستند الحذر المغربي إلى تأكيد شركة "جينيل إنيرجي"، التي توصلت إلى هذا الاكتشاف في منطقة سيدي موسى ضواحي مدينة سيدي إفني (جنوب المغرب)، بوجود النفط في المنطقة يحتاج إلى مزيد من التقييم.

وأبدى المكتب الوطني المغربي للهيدروكربونات، المؤسسة المغربية المشرفة على تدبير شؤون الطاقة والمعادن باستثناء الفوسفات، تحفظاً شديداً على تأكيد وجود النفط في المنطقة، إذ نبه إلى أن "العمليات الخاصة جارية لتصنيف طبيعة النفط وتقدير الجودة البتروفيزيائية للصخور المخترقة قبل الإعلان عن المؤهلات الحقيقية للمنطقة المعنية".

ورأى الخبير المغربي في مجال البترول، عمر الفطواكي، أن هذا الحذر في محله نسبياً، على اعتبار أن "إعلانات الشركات لا تتيح الجزم باكتشاف البترول في المغرب، عكس ما قد يظن البعض"، على حد قوله في تصريح لـ "العربي الجديد"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "التنقيب في البحر يحتاج إلى الكثير من الاستثمارات والتكنولوجيات العالية، حيث لا يتأتى ذلك سوى للشركات العملاقة".

غير أن مراقبين أكدوا تفاؤل المغرب باكتشاف النفط في هذه المنطقة البحرية، بدليل مبادرة السلطات المغربية، في وقت سابق من العام الجاري، إلى ترسيم الحدود مع جزر الكناري، وهو ما اعتبرته تقارير إعلامية إسبانية رد فعل سريع على منح ترخيص مدريد لعملاق النفط الإسباني "ريبسول" ببدء أعمال التنقيب في سواحل الجزر، رغم معارضة حكومة الجزر والمنظمات غير الحكومية لهذا الترخيص.

وإذا كان هذا الكشف النفطي يحظى بالكثير من الحماس لدى المغاربة، فقد صب الزيت على نار الخلافات بين الحكومة الإسبانية و"ريبسول"، المدافعتين عن التنقيب عن النفط في جزر الكناري، وبين الحكومة المحلية ومنظمات المجتمع المدني، التي ترى أن التنقيب عن النفط سيهدد التوازن البيئي للمنطقة، التي تجعل من السياحة محوراً لاقتصادها، حيث استقبل الأرخبيل الذي يسكنه 12 مليون نسمة 3.4 مليون سائح في 2013.

وقال وزير الصناعة والطاقة الإسباني، خوصي مانويل صوريا، في تصريحات للصحافة، إنه "سيكون من العبث رؤية المغرب يستغل جيوب البترول، في الوقت الذي تتشبث جزر الكناري بتحفظها".

كما نقلت صحيفة "إلموندو" الإسبانية، عن خبراء قولهم إن حوض سيدي موسى، الذي تنقب شركة "جينيل إنيرجي" في جانبه المغربي، يتمتع بمواصفات جيولوجية مشابهة للمنطقة التي تعتزم "ريبسول" التنقيب فيها وحفر آبار بعمق يناهز 4 آلاف متر، على أمل العثور على النفط وإنهاء تبعية إسبانيا في الطاقة للخارج.
المساهمون