الأسد يخوّي أمعاء الغوطة: نقص في الوقود وارتفاع بالأسعار

24 نوفمبر 2014
أطفال الغوطة مهددون بالجوع (أرشيف/ فرانس برس)
+ الخط -

تشهد مدن غوطة دمشق الشرقية المحاصرة منذ نحو عامين (دوما، سقبا وزملكا) ارتفاعات حادة في أسعار السلع، هي الأعلى منذ بداية الثورة، ما يعده محللون استهدافاً من نظام بشار الأسد للسوريين في قوتهم ليثنيهم عن مطالبهم.

وقال حسين الزعبي، باحث مدني، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن سعر ربطة الخبر (نحو 2 كغ) وصل إلى ألف ليرة سورية (5 دولارات)، مرجعاً الأسباب إلى إطباق الحصار على مدن الغوطة وعدم توفر القمح والمازوت.

وأضاف الزعبي: "يعاني سكان الغوطة من البرد الشديد ونقص حاد في المشتقات النفطية، من مازوت وغاز، وارتفاع أسعارها لدرجة عدم القدرة على شرائها في الأوقات التي تتوفر فيها، فقد وصل سعر لتر المازوت لأكثر من 200 ليرة وأسطوانة الغاز لنحو خمسة آلاف ليرة سورية".

وقال يوسف البستاني، وهو ناشط ميداني، لـ "العربي الجديد": "تمر مدن الغوطة المحاصرة بأسوأ الحالات الإنسانية والمعاشية، حيث ترافق شح السلع والمنتجات مع جشع بعض التجار الذين استغلوا الحالة، ورفعوا الأسعار أضعاف ما كانت عليه قبل إطباق الحصار الذي فرضه جيش ومليشيات الأسد".

وحسب البستاني، ارتفع سعر كيلو القمح لنحو 700 ليرة والشعير إلى 300 ليرة والبرغل والأرز لنحو ألف ليرة سورية، موضحاً أن ارتفاع الأسعار واستغلال المستهلكين، طالا كل السلع المتوفرة على قلتها، فالغوطة التي كانت تزوّد العاصمة بالمنتجات الزراعية والحيوانية، وصل سعر البيضة فيها إلى 125 ليرة وكيلو لحم الخروف 2500 ليرة وسعر لحم العجل نحو 1700 ليرة سورية.

وقال نشطاء حقوقيون إن هناك مساعي لتوفير الحد الأدنى من مستلزمات السكان المحاصرين، كما أنهم بدأوا بالتنسيق مع الثوار، حملات مدنية لملاحقة التجار والمتلاعبين بالعرض ورفع الأسعار.

وقالت مصادر حقوقية: "أصدرنا تسعيرة خاصة بمدن الغوطة المحاصرة، وتمثل الحد الأعلى لسعر المواد المتوفرة، من حبوب وبقوليات وبعض الخضر والحشائش المتوفرة محلياً، وأي مخالفة سيتم التعامل معها عبر مصادرة البضاعة ومحاسبة المحتكرين والمخالفين.

 كما أعلنا عن طرق تواصل محلية خاصة بين المستهلكين واللجان التموينية الثورية للإبلاغ عن أي جشع ومخالفة واستغلال يقوم بها الباعة أو التجار".

ويقول الخبير الاقتصادي، حسين الجميل: "المشكلة ليست في الطعام والتدفئة فقط، بل هناك أطفال ومسنون ومرضى، والنظام يعي هذه الحقائق ويحاول تركيع الثوار من خلال التجويع".

وتساءل، في مقابلة هاتفية مع "العربي الجديد"، "لماذا لم نسمع من المبعوث الأممي، دي ميستورا، أي اقتراح لفك الحصار عن المناطق المحاصرة؟ بل شاهدنا سعياً دوليا لتسليم حلب للنظام بطريقة الخدعة كما تم تسليم حمص".

واستنكر الخبير عدم توصية المبعوث الأممي، بتمرير الطعام والدواء والوقود لمناطق الغوطة المحاصرة، أو السماح للمنظمات الإنسانية وقوافل المساعدات، التي يمنعها النظام من الوصول لتلك المناطق.

المساهمون