يبدو أن مسلسل تسريبات مكتب السيسي سينافس مسلسل "ليالي الحلمية" في عدد أجزائه. فبعدما نشرت قناة "الشرق" جزءاً مهماً ليلة السبت، عادت الأحد لتنشر جزءاً جديداً من مسلسلٍ وعدت بأجزاء ممتدة منه.
"محمد حسنين هيكل، نجله حسن، النائب العام، اللواء عباس كامل، الفريق محمود حجازي، خالد، و.. أحمد"، في غياب سوبر ستار التسريبات اللواء ممدوح شاهين، هؤلاء هم نجوم التسريبات الجديدة. ومحاولة "شيلني وأشيلك" بين اللواء عباس كامل والنائب العام هشام بركات، الذي لم نسمع طلباته من مدير مكتب السيسي، ولكن عباس طلب منه معروفاً لعرّاب العسكر على مر العصور محمد حسنين هيكل.
ونظرا لتورّط ابن هيكل حسن في القضية المعروفة إعلاميا بـ"التلاعب بالبورصة" مع جمال وعلاء مبارك، وتصل المبالغ المتهم باكتسابها بشكل غير شرعي لـ 2.5 مليار جنيه، ناشد عباس النائب العام بإخراج ابن هيكل من القضية. وحاول عباس ترقيق قلب النائب العام بدعوى أن هيكل الكبير "الموضوع مضايقه"... على حد تعبير عباس، وبالتأكيد لم يرفض رجل القانون الأكبر طلباً لرجل السيسي الأول.
وعلى مواقع التواصل كان هناك زخم آخر، فمن ناحيته حسن هيكل حاول الرد على محتوى التسريب ـ وهو اعتراف في حد ذاته بصحته ـ وقام بنشر مقال قديم له من جريدة "المصري اليوم"، يتنصل فيه من الاتهامات في قضية التلاعب بالبورصة، وذلك على حسابه الشخصي على "تويتر".
في حين قام عدد من الصحافيين المحسوبين على نظام السيسي والمعروفين بقربهم من الأجهزة الأمنية، بنشر تقرير خاص بجهاز المخابرات يؤكد تورط أحمد وحسن هيكل مع جمال وعلاء مبارك، في تأسيس شركات صورية لشراء القطاع العام المصري، وإعادة بيعها للمستثمرين الأجانب، فيما عرف بـ"الخصخصة". وهو ما اعتبره كثيرون ترجمة للصراع بين دولة السيسي ودولة مبارك على صفحات التواصل الاجتماعي.
وشهدت مواقع التواصل جدلاً حول شخصية "خالد"، الذي أشير إليه في التسريب. وشارك الناشطون بفيديو لمداخلة هاتفية للمستشار وليد شرابي مع معتز مطر، حيث أكد شرابي أن المشار إليه هو المستشار خالد محمد علي محجوب. وأضاف: "وهو رئيس محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية الذي حكم في القضية المزعومة، حيث لا يوجد في مكتب النائب العام شخص اسمه خالد سواه".
ولم يكتف معتز مطر بتصريحات شرابي، بل قام بعرض تقرير عن عائلة محجوب ذات التاريخ الطويل من القضايا المخلة بالشرف، ولحسن حظها لم تنتهِ إحداها بالحبس، ولكن مجرد غرامات، ولم تؤثر على وصول أحد أعضائها لمنصب مهم داخل مكتب النائب العام.
ولم ينس الناشطون شخصية أحمد في التسريب، حيث نال هذا الـ"أحمد" نصيباً وافراً من السخرية. وتساءل كثيرون: "فين منى يا أحمد"، في إشارة لمشهد من فيلم "أغلى من حياتي". وسخر الإعلامي وسام عبد الوارث من عدم رد أحمد على عباس، وعلل ذلك بانشغاله بصلاة العصر.
كما سخر آخرون من تديّن العسكر الظاهري، حيث علقوا على حرص الفريق محمود حجازي واللواء عباس كامل على الصلاة، وقال أحدهم: "كله بما لا يخالف شرع الله". ونشر كثيرون صورة من فيلم "رصيف نمرة خمسة"، حيث يحاول المجرم "زكي رستم" التحجج بالصلاة للهرب من فريد شوقي حين جاء ليقبض عليه. ووجهوا رسالة للعسكر: "قديمة، زكي رستم لعبها قبلكم زمان".
وسخر "سيرجو" المصري من التسريبات قائلاً: "اللي فاكر إن اللي بيحصل ده تسريبات أحب أقوله لأ دول مش بيسربوا... دول بيعملوها على روحهم". وتعجب الأستاذ الجامعي فاضل سليمان من تغير حال المصريين مع النظام الجديد. وقال: "كل شيء له إيجابياته بعد الانقلاب، تغير المصريون كثيراً، فبدلاً من متابعة المسلسلات، أصبحوا يتابعون التسريبات".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
