في مختلف العصور، صُنعت أفلام بحرفية سينمائيّة بالغة وجودة عالية، إلا أنها مُنعت من العرض لأسباب سياسية. ولم تتجاوز الأنظمة الحاكمة على اختلاف أيديولوجيّاتها مسألة المنع، بل دعمت الفكرة وبلورتها. إذ أن ثقافة المنع والإقصاء هي جزء أساسي من الآليات التي يحكم بها الاستبداد المجتمع الواقع تحت سلطته.
في مصر الملكيّة، مُنعَت أفلام من العرض لمساسها بذات الملك؟ وبعد تغيّر نظام الحكم إلي الجمهوري، منع، جمال عبد الناصر، أفلامًا عديدة لأنّها انتقدَت فساد الضباط، الأمر الذي اعتبره عبد الناصر معارضة رسميّة لنظامه. وفي فترة السادات، مُنِعَت أفلام لبحثها عن صناع نكسة 1967. وفي حكم المخلوع مبارك، مُنِعَت أفلام لانتقادها التعذيب وقمع الحريات.
وطوال سنوات من المنع، لم يتوقّف صُنّاع الأفلام عن التجارب والمحاولة مراراً وتكراراً، رغم معرفتهم باحتمالية المنع. لكن، في حكم الرئيس، عبد الفتاح السيسي، لم يُمنع أي فيلم لأسباب سياسية، لأنّ صنّاع الأفلام لم يتجرأوا حتى على المحاولة، الخوف في عهد السيسي هو أكبر من كل شيء. وربما رأوا في مصير مسلسل "أهل إسكندرية"، لمؤلفه، بلال فضل، عبرة وعظة. وهنا نعرض بعض الأفلام التي مُنِعَت لأسباب سياسية.
ليلى بنت الصحراء
بطولة راقية إبراهيم، زكي رستم وجميل حسين، سيناريو وإخراج بهيجة حافظ. أنتج الفيلم عام 1937، وناقش فساد "كسرى" ملك الفرس، وبعد عام من عرضه تم منع الفيلم ومصادرته، بسبب زواج شقيقة الملك فاروق الأميرة فوزية من محمد رضا بهلوي شاه إيران، بإعتباره يسيء إلى إيران.
لاشين
بطولة حسن عزت ونادية ناجي، حوار أحمد رامي، وإخراج الألماني فريتز كرامب. الفيلم من إنتاج 1938، ويحكي عن شخصية قائد الجيش “لاشين"، ورئيس وزراء البلاد الذي يدير شؤون البلاد بالظلم والفساد، في وجود حاكم ضعيف الشخصيّة لايهتم إلا بعلاقاته النسائية المتعددة. ومن ثم تقوم ثورة شعبيّة ويسقط الحاكم ورئيس وزرائه ويحكم "لاشين" البلاد. بعد عرض الفيلم في السينما للمرة الأولى، صدر قرار بمنعه من العرض لمساسه بالذات الملكية ونظام الحكم، واعتبر النقاد أن فيلم "لاشين" كان قد تنبأ بثورة يوليو 1952 قبل قيامها بـ14 عاماً، وتم إعادة عرض الفيلم بعد قيام الثورة.
مسمار جحا
بطولة اسماعيل ياسين وعباس فارس وكمال الشناوي، تأليف أبو السعود الإبياري وأنور وجدي، وإخراج إبراهيم عمارة. الفيلم من إنتاج يونيو 1952، أي قبل ثورة 23 يوليو بشهر واحد، وانتقد الفيلم السلطة الحاكمة والملك من خلال شخصية جحا، الذي يرفض الاحتلال الإنجليزي والحاكم ويحض الناس على مقاومته، وتم منع الفيلم.
الله معنا
بطولة فاتن حمامة، عماد حمدي، ماجدة ومحمود المليجي، سيناريو وإخراج أحمد بدرخان، إنتاج عام 1955. تدور أحداثه حول هزيمة حرب فلسطين، وفساد مجموعة من ضباط الجيش الذين قاموا بتوريد الأسلحة الفاسدة، إلا أنّ عددًا من الضباط الشرفاء، قرروا الانتقام وأسقطوا الملك. وتم منع عرضه لفترة خوفاً على صورة الجيش، ثم أفْرِج عنه بعد ذلك.
العصفور
بطولة محسنة توفيق، محمود المليجي وسيف عبد الرحمن، سيناريو وحوار لطفي الخولي وإخراج يوسف شاهين، أنتج في عام 1972. يستعرض الفيلم هزيمة 1967، والفساد الذي أدى إليها، وتم منع فيلم "العصفور" من العرض، لأنّه كان يتهم النظام الحاكم بقيادة عبد الناصر بالتسبب في النكسة، وسُمح بعرضه بعد حرب 1973، ولكن بعد حذف مجموعة من مشاهده.
إقرأ أيضاً:البطولة الجماعية: الأسماء وحدها لا تكفي
زائر الفجر
أخرجه عزت شكري سنة 1972، بطولة ماجدة الخطيب وعزت العلالي، وتدور أحداث الفيلم حول الوضع السياسي الذي تشهده البلاد في تلك الفترة، ومحاولة معرفة أسباب النكسة. وتم منع الفيلم من العرض الجماهيري للإسقاطات السياسية على النظام الحاكم ورموزه، وفي عام 1975 سمحت الرقابة بعرضه استجابة لإلحاح منتجته ماجدة الخطيب، لكن بعد حذف عشرات المشاهد منه.
الكرنك
بطولة سعاد حسني، نور الشريف وكمال الشناوي، سيناريو وحوار ممدوح الليثي، وإخراج علي بدرخان، الفيلم إنتاج عام 1975، ويحكي عن مراكز القوى في فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، والتعذيب داخل المعتقلات كما ينتقد الوضع السياسي في تلك الفترة. كما بلور الفيلم تعذيب الفتيات، من خلال هتك العرض، ومشهد اغتصاب الفتاة الجامعية على يد أحد رجال الأمن. وتم منع الفيلم من العرض، ثم أجيز عرضه بعد حذف بعض المشاهد.
وراء الشمس
بطولة نادية لطفي، رشدي أباظة وشكري سرحان، تأليف حسن محسب وإخراج محمد راضي. أنتج الفيلم عام 1978، وجسد الفيلم الصراع بين الأجهزة الأمنية لإخفاء أسباب هزيمة 67، وتجنيد المواطنين للتجسس على زملائهم والإبلاغ عنهم. وتم منع الفيلم بسبب انتقاده لقمع الحريات.
إحنا بتوع الأوتوبيس
بطولة عادل إمام، عبد المنعم مدبولي وسعيد عبد الغني، سيناريو وحوار فاروق صبري وإخراج حسين كمال، أنتج عام 1979. يحكي الفيلم عن الأسباب التي أدت إلى النكسة، من خلال الظلم والفساد وإلقاء القبض العشوائي على المواطنين وتعذيبهم بأشبع الطرق، وينتهي الفيلم بمشهد إطلاق "شاويش السجن الحربي" النار على رئيسه بعد أن يكتشف زيف الادعاءات التي أخبره بها ووقوع النكسة. منع الفيلم من العرض خاصة وأنه مأخوذ عن قصة حقيقية تدين النظام من كتاب "حوار خلف الأسوار" للكاتب جلال الدين الحمامصي، لكنه عرض لاحقاً بعد عدة أشهر من منعه.
إقرأ أيضاً:أفلام قيد التصوير
في مصر الملكيّة، مُنعَت أفلام من العرض لمساسها بذات الملك؟ وبعد تغيّر نظام الحكم إلي الجمهوري، منع، جمال عبد الناصر، أفلامًا عديدة لأنّها انتقدَت فساد الضباط، الأمر الذي اعتبره عبد الناصر معارضة رسميّة لنظامه. وفي فترة السادات، مُنِعَت أفلام لبحثها عن صناع نكسة 1967. وفي حكم المخلوع مبارك، مُنِعَت أفلام لانتقادها التعذيب وقمع الحريات.
وطوال سنوات من المنع، لم يتوقّف صُنّاع الأفلام عن التجارب والمحاولة مراراً وتكراراً، رغم معرفتهم باحتمالية المنع. لكن، في حكم الرئيس، عبد الفتاح السيسي، لم يُمنع أي فيلم لأسباب سياسية، لأنّ صنّاع الأفلام لم يتجرأوا حتى على المحاولة، الخوف في عهد السيسي هو أكبر من كل شيء. وربما رأوا في مصير مسلسل "أهل إسكندرية"، لمؤلفه، بلال فضل، عبرة وعظة. وهنا نعرض بعض الأفلام التي مُنِعَت لأسباب سياسية.
ليلى بنت الصحراء
بطولة راقية إبراهيم، زكي رستم وجميل حسين، سيناريو وإخراج بهيجة حافظ. أنتج الفيلم عام 1937، وناقش فساد "كسرى" ملك الفرس، وبعد عام من عرضه تم منع الفيلم ومصادرته، بسبب زواج شقيقة الملك فاروق الأميرة فوزية من محمد رضا بهلوي شاه إيران، بإعتباره يسيء إلى إيران.
لاشين
بطولة حسن عزت ونادية ناجي، حوار أحمد رامي، وإخراج الألماني فريتز كرامب. الفيلم من إنتاج 1938، ويحكي عن شخصية قائد الجيش “لاشين"، ورئيس وزراء البلاد الذي يدير شؤون البلاد بالظلم والفساد، في وجود حاكم ضعيف الشخصيّة لايهتم إلا بعلاقاته النسائية المتعددة. ومن ثم تقوم ثورة شعبيّة ويسقط الحاكم ورئيس وزرائه ويحكم "لاشين" البلاد. بعد عرض الفيلم في السينما للمرة الأولى، صدر قرار بمنعه من العرض لمساسه بالذات الملكية ونظام الحكم، واعتبر النقاد أن فيلم "لاشين" كان قد تنبأ بثورة يوليو 1952 قبل قيامها بـ14 عاماً، وتم إعادة عرض الفيلم بعد قيام الثورة.
مسمار جحا
بطولة اسماعيل ياسين وعباس فارس وكمال الشناوي، تأليف أبو السعود الإبياري وأنور وجدي، وإخراج إبراهيم عمارة. الفيلم من إنتاج يونيو 1952، أي قبل ثورة 23 يوليو بشهر واحد، وانتقد الفيلم السلطة الحاكمة والملك من خلال شخصية جحا، الذي يرفض الاحتلال الإنجليزي والحاكم ويحض الناس على مقاومته، وتم منع الفيلم.
الله معنا
بطولة فاتن حمامة، عماد حمدي، ماجدة ومحمود المليجي، سيناريو وإخراج أحمد بدرخان، إنتاج عام 1955. تدور أحداثه حول هزيمة حرب فلسطين، وفساد مجموعة من ضباط الجيش الذين قاموا بتوريد الأسلحة الفاسدة، إلا أنّ عددًا من الضباط الشرفاء، قرروا الانتقام وأسقطوا الملك. وتم منع عرضه لفترة خوفاً على صورة الجيش، ثم أفْرِج عنه بعد ذلك.
العصفور
بطولة محسنة توفيق، محمود المليجي وسيف عبد الرحمن، سيناريو وحوار لطفي الخولي وإخراج يوسف شاهين، أنتج في عام 1972. يستعرض الفيلم هزيمة 1967، والفساد الذي أدى إليها، وتم منع فيلم "العصفور" من العرض، لأنّه كان يتهم النظام الحاكم بقيادة عبد الناصر بالتسبب في النكسة، وسُمح بعرضه بعد حرب 1973، ولكن بعد حذف مجموعة من مشاهده.
إقرأ أيضاً:البطولة الجماعية: الأسماء وحدها لا تكفي
زائر الفجر
أخرجه عزت شكري سنة 1972، بطولة ماجدة الخطيب وعزت العلالي، وتدور أحداث الفيلم حول الوضع السياسي الذي تشهده البلاد في تلك الفترة، ومحاولة معرفة أسباب النكسة. وتم منع الفيلم من العرض الجماهيري للإسقاطات السياسية على النظام الحاكم ورموزه، وفي عام 1975 سمحت الرقابة بعرضه استجابة لإلحاح منتجته ماجدة الخطيب، لكن بعد حذف عشرات المشاهد منه.
الكرنك
بطولة سعاد حسني، نور الشريف وكمال الشناوي، سيناريو وحوار ممدوح الليثي، وإخراج علي بدرخان، الفيلم إنتاج عام 1975، ويحكي عن مراكز القوى في فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، والتعذيب داخل المعتقلات كما ينتقد الوضع السياسي في تلك الفترة. كما بلور الفيلم تعذيب الفتيات، من خلال هتك العرض، ومشهد اغتصاب الفتاة الجامعية على يد أحد رجال الأمن. وتم منع الفيلم من العرض، ثم أجيز عرضه بعد حذف بعض المشاهد.
وراء الشمس
بطولة نادية لطفي، رشدي أباظة وشكري سرحان، تأليف حسن محسب وإخراج محمد راضي. أنتج الفيلم عام 1978، وجسد الفيلم الصراع بين الأجهزة الأمنية لإخفاء أسباب هزيمة 67، وتجنيد المواطنين للتجسس على زملائهم والإبلاغ عنهم. وتم منع الفيلم بسبب انتقاده لقمع الحريات.
إحنا بتوع الأوتوبيس
بطولة عادل إمام، عبد المنعم مدبولي وسعيد عبد الغني، سيناريو وحوار فاروق صبري وإخراج حسين كمال، أنتج عام 1979. يحكي الفيلم عن الأسباب التي أدت إلى النكسة، من خلال الظلم والفساد وإلقاء القبض العشوائي على المواطنين وتعذيبهم بأشبع الطرق، وينتهي الفيلم بمشهد إطلاق "شاويش السجن الحربي" النار على رئيسه بعد أن يكتشف زيف الادعاءات التي أخبره بها ووقوع النكسة. منع الفيلم من العرض خاصة وأنه مأخوذ عن قصة حقيقية تدين النظام من كتاب "حوار خلف الأسوار" للكاتب جلال الدين الحمامصي، لكنه عرض لاحقاً بعد عدة أشهر من منعه.
إقرأ أيضاً:أفلام قيد التصوير