"قبل هذه الرحلة، لم نقم بزيارة مطار الدوحة الدولي على الإطلاق، لكن مع الخطوط الجوية القطرية، تمكّنّا من استكشاف الدوحة، عاصمة قطر، لمدة ثلاثة أيام كاملة". بهذه العبارات يبدأ الثنائي فوغان وموران توثيق رحلتهما إلى دولة قطر، وهما مؤسّسان لموقع the travel manuel المتخصص بالرحلات السياحية.
يقول فوغان، في تدوينته عن الزيارة: "فتحت هذه الرحلة عيني على مدينة جديدة نابضة بالحياة، تعرفت خلال 72 ساعة على ماضيها المليء باللآلئ ومستقبلها المشرق".
ترحب قطر بالسياح من جميع أنحاء العالم من خلال تخفيف متطلبات التأشيرة، بعد السماح بتأشيرة الترانزيت التي تساعد الزوار على الاستمتاع بالهندسة المعمارية الرائعة، بالثقافة والتراث، الترفيه، وتذوق أشهى المأكولات المحلية والعالمية.
التراث في "سوق واقف"
في نوفمبر/ تشرين الثاني، وديسمبر/ كانون الأول، تكون درجات الحرارة في البلاد معتدلة، ولذا فإنّ النشاطات الترفيهية الخارجية تستقطب السياح بشكل لافت. ويعد "سوق واقف" واحداً من أبرز الأماكن التي ينبغي زيارتها. يقول فوغان: "تجوّلنا في سوق الذهب المليء بصانعي المجوهرات وغيرها من القطع الثمينة، ذهلنا من شدة جمال الأعمال الفنية، فالسوق يمثل مركزاً هاماً للصناعات الحرفية واليدوية القطرية".
ويضيف: "ما أن تنتهي من زيارة المتاجر، حتى تشعر بأنّ رائحتي التوابل من جهة، والقهوة والبن من جهة أخرى، تناديك، لا بل تشدك للبقاء أكثر في السوق".
يتميز "سوق واقف" بطابعه التراثي التقليدي، وله رمزية خاصة في نفوس المواطنين والمقيمين، إضافة إلى المتاجر والمطاعم التي تشتهر بتقديم الأطعمة الشعبية، فضلاً عن الكثير من الأنشطة التي يمكن للسياح الاستمتاع بها. إذ يمكن أن تصادف أحد مربي الصقور لتعريف السياح على هذا الطائر، وهي أيضاً فرصة رائعة لالتقاط الصور الفوتوغرافية.
قرية "كتارا" المذهلة
"أستطيع أن أقول بصراحة إنّ هذه المنطقة كانت من أفضل الأماكن التي يمكن زيارتها، هناك يمكنك قضاء يوم كامل في زيارة المركز الفني، وأكاديمية الموسيقى وجمعية الفنون الجميلة ومجتمع التصوير الفوتوغرافي بالإضافة إلى المدرج". هكذا وثقت موران في تدوينتها ما شهدته في قرية "كتارا" الثقافية.
تشير إلى أنّ الجدران الذهبية والفسيفساء البراقة الملونة التي تزين المسجد والأبراج وجدران البناء "كانت كافية لإبقائنا في حالة ذهول طويلة".
كما تذكر المسرح المكشوف، والمسجد الذهبي، وحدائق الحي الثقافي، و"هي عبارة عن مجموعة من البسط السندسية والمروج الخضراء التي تمّ تصميمها بأساليب حرفية فائقة".
ومن الأماكن التي يجب زيارتها في "كتارا" متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، الذي يضم مجموعة خاصة من مقتنيات الشيخ فيصل الثمينة، إذ يحتوي على أكثر من 15 ألف قطعة أثرية تملأ القاعات. ويضم المتحف أيضاً قاعة تحمل قوارب صيد تقليدية، وسيارات أميركية قديمة.
التراث والتشويق
"بجانب قرية كتارا الثقافية، تمكّنّا من مشاهدة الرقص الشعبي الشهير الذي يؤديه السكان المحليون. مع غروب الشمس، ارتدى الرجال القطريون أحزمة متقاطعة وحملوا سيوفاً (تعكس أصول الرقص العربي)، كانت فرصة رائعة للتعرف على هذا التقليد"، يشير فوغان.
أما على كورنيش الدوحة، فكانت الفرصة لرؤية الطابع العصري للمدينة، إذ يتمتع بإطلالات خلابة على المدينة تشمل الأبراج الشاهقة ومركز أعمال المدينة والمجسمات البارزة لـ"متحف الفن الإسلامي". وتعكس القوارب الشراعية التقليدية سحر ماضي المدينة وعبق تاريخها. "قضينا ساعتين في التنزه، قبل التوجه إلى مغامرة شيقة في قلب الصحراء"، وفق فوغان.
تقدم البلاد مغامرة شيقة على شكل رحلات السفاري في الصحراء، حيث يمكن للسائح التعرف على تفاصيل الحياة في الصحراء، وقضاء أوقات لا تخلو من الاندفاع والتشويق.
نشاطات واكتشافات
هل تريد رؤية مدينة البندقية القطرية؟ لا تستغرب أبداً، فجزيرة اللؤلؤ هي واحدة من الأماكن التي لا بد من زيارتها، إذ تمثل جزءاً من ماضي قطر الغني بصناعة اللؤلؤ، وعصرنة مبانيها. كما أنّ تصاميمها الداخلية وتداخل المياه مع الأحياء، تجعلك تشعر وكأنك في مدينة البندقية الإيطالية.
وتتنوع النشاطات الترفيهية هناك، من التسوق، إلى ممارسة الألعاب الترفيهية في المناطق المخصصة. ولتناول الطعام قصة فريدة، فإنّ غنى قطر الثقافي، وتنوع الجاليات العربية والأجنبية التي تعيش على أرضها، انعكسا بشكل لافت على تنوع مطبخها.
بجانب الأطعمة التقليدية، تعد البلاد موطناً للنكهات العالمية، ولذا فإنّ خيارات الطعام مفتوحة أمام الزوار بشكل واسع.
أسباب عديدة تجعل قطر واحدة من الأماكن السياحية التي لا بد من زيارتها، واكتشاف جمالها، وكرم أهلها وضيافتهم.
التكاليف المادية
نجحت فيزا الترانزيت التي أعلنتها السلطات القطرية، في جذب السياح من حول العالم.
ووفقاً لموقع الخطوط الجوية القطرية، فإنّه يمكن للمسافر الاستفادة من تأشيرة العبور (الترانزيت) عندما يضيف لمسار رحلته المرور بالدوحة أو التوقف بها لمدة تراوح ما بين 5 ساعات و96 ساعة (4 أيام) وذلك دون أي رسوم إضافية على سعر التذكرة.
وساهمت هذه الخطوات في جذب السياح، حيث تمكنوا من اكتشاف تاريخ وعراقة البلاد، دون إجراءات تعقيدية.وقدر المراقبون من قطاع السياحة نمو تدفقات السياحة الداخلية إلى قطر بمعدل 20% منذ إدخال نظام تأشيرة العبور، كما أنّ السياحة العابرة زادت من شغل الفنادق محلياً.
وبالنسبة إلى تكاليف الإقامة، خلال هذه الفترة، فهي تتطلب الحجز في فندق. وتختلف أسعار الفنادق حسب درجتها، والتي يبدأ بعضها بنحو 50 دولاراً، ثم ترتفع حسب درجة وخدمات الفندق، كما ترتفع في المنتجعات السياحية.
أما بالنسبة إلى تكاليف الطعام، فبحسب موقع "numbeo" للأرقام، تختلف أسعار وجبات الطعام بحسب المطعم، حيث تبدأ بنحو 15 دولاراً وترتفع حسب شهرة الموقع ونوعية الطعام.