يعد الحضور النسائي العامل الأكثر بروزا في انتخابات المجلس البلدي التي ستشهدها قطر، في الثالث عشر من شهر مايو/أيار المقبل، بخوض 5 سيدات غمار المنافسة الانتخابية، من أصل 130 مرشحا يتنافسون على 27 دائرة انتخابية، بعد حسم نتائج دائرتين بالتزكية.
وتتفاوت حظوظ المرشحات الـ 5 اللاتي يخضن الانتخابات في دوائر مختلفة، إلا أنهن يعترفن بصعوبة المعركة، في وسط انتخابي محافظ، ما زال يميل إلى التصويت لمصلحة المرشح ابن القبيلة، ويجد أن المرشح الرجل هو الأقدر على إيصال صوته، إذ لم تنجح سوى مرشحة واحدة في دورات المجلس الأربع السابقة، وهي عضو المجلس البلدي الحالي شيخة الجفيري، التي تخوض الانتخابات في الدائرة الثامنة، فيما لم تنجح المرشحات الثلاث الأخريات في الفوز بمقاعد المجلس البلدي في دورات سابقة.
وفي الوقت الذي تدعو فيه الجفيري الناخبين، لانتخابها مجددا في عضوية المجلس البلدي، لاستكمال ما بدأته من إنجازات في دائرتها الانتخابية، تقول فاطمة يوسف الغزال، مرشحة الدائرة العاشرة، لـ"العربي الجديد"، إن فرصها في الفوز في هذه الانتخابات، أقوى من الدورة السابقة، بعد أن تم تغيير تركيبة الدائرة الانتخابية التي تنافس فيها، وضم العديد من المناطق الحضرية إليها، مما يمنحها أصوات الناخبين الذين يقتنعون ببرنامجها الانتخابي، بعيدا عن تأثير القبيلة وعامل القرابة، إلا أنها ترى ضرورة تعديل قانون انتخابات المجلس البلدي، وإدخال الكوتا النسائية، لضمان وصول المرشحات للمجلس البلدي.
ويتنافس إلى جانب شيخة الجفيري في الدائرة الثامنة، وفاطمة يوسف الغزال في الدائرة العاشرة، كل من، فاطمة أحمد خلفان الجهام الكواري بالدائرة التاسعة، وفاطمة سالم يوسف علي جسيمان في الدائرة الخامسة عشرة، وآمال عيسى علي البنعلي المهندي في الدائرة السابعة عشرة.
وفي الوقت الذي منعت موجة الغبار والرياح الشديدة، التي شهدتها الدوحة في اليومين الماضيين، المرشحين، من تعليق لافتاتهم الانتخابية، غزت الدعاية الانتخابية مواقع التواصل الاجتماعي، ولوحظ أن العديد من المرشحين، لجأوا إلى "فيسبوك وتويتر وانستغرام والواتس آب" لنشر دعايتهم الانتخابية، والوصول إلى ناخبيهم، في دوائرهم الانتخابية.
عزوف المواطنين
وسجلت انتخابات الدورة الخامسة، للمجلس البلدي عزوفا كبيرا عن التسجيل من قبل المواطنين، حيث بلغ عدد الذين سجلوا في كشوف الناخبين خلال
مرحلتي "القيد والتسجيل" و"الحذف والإضافة" 23047 ناخبا وناخبة منهم 12650 للذكور، و10394 للإناث، حسب أرقام اللجنة المشرفة على الانتخابات، وهي أرقام ضئيلة مقارنة بالكتلة الانتخابية، التي يحق لها التصويت.
وكانت وزارة الداخلية قد طلبت من المواطنين إعادة قيد أسمائهم في جداول الناخبين للمشاركة في انتخابات المجلس البلدي "الهيئة الوحيدة المنتخبة في قطر" التي ستجرى في شهر مايو/ أيار المقبل، بعد أن جرت مراجعة حدود الدوائر الانتخابية في قطر لتغيير التركيبة السكانية.
ووفق المرشح السابق لانتخابات المجلس البلدي، محمد صالح الكواري، فإن عزوف المواطنين القطريين عن التسجيل للانتخابات، يعكس ضعف ثقة المواطنين بدور وأداء المجلس البلدي طيلة السنوات الماضية.
ويلعب المجلس البلدي المركزي دورا استشاريا، ويقوم أعضاؤه برفع التوصيات لوزير الشؤون البلدية والتخطيط العمراني، وليس له أية سلطة تشريعية. حيث يطالب العديد من المواطنين، بتعديل قوانين المجلس البلدي، ومنحه صلاحيات رقابية وتشريعية وتنفيذية حقيقية.
وبلغت نسبة الاقتراع في انتخابات المجلس البلدي المركزي التي أجريت لأول مرة عام 1999، 79.7 في المائة، فيما انخفضت في الدورة الثانية عام 2003، لتصل إلى 37.7 في المائة.
وتَعدُ برامج المرشحين بتحسين مستوى خدمات البنية التحتية في دوائرهم، وبناء المراكز الصحية والحدائق والملاعب ورصف الطرق وإشراكهم بالرأي، في كل ما يتعلق بهموم مناطقهم.
وقد استجابت الحكومة القطرية، ممثلة في وزارة الشؤون البلدية والتخطيط العمراني، لنحو 40 في المائة من توصيات المجلس البلدي المركزي على مدى دوراته الأربع الماضية.
اقرأ أيضا:
خليجيات ثائرات
قطر الـ31 عالمياً في تقرير التنمية البشرية لـ2014