في الحقيقة ليس الطعم اللاذع المميز والرائحة اللطيفة، السببين الوحيدين لاحتلال الليمون مساحة لا بأس بها على طاولاتنا، وفي أنظمتنا الغذائية، بل فوائده الكثيرة، لغناه بفيتامين سي، والألياف، والعديد من المعادن والفيتامينات المهمة.
في ما يلي سيطلعكم "العربي الجديد"، على خمس فوائد لليمون وقشوره، وبعض المعتقدات الخاطئة عنه، وكيف يصبح ضاراً بالصحة.
1- يزيد امتصاص الحديد:
يعتبر نقص الحديد واحدًا، من أهم أسباب فقر الدم، وإن تناول الأطعمة الغنية بالحديد، مع الأطعمة الغنية بفيتامين سي مثل الليمون، يزيد من قدرة الجسم على امتصاص الحديد، لذا تنصح مهندسة الأغذية رؤى جمال، بوضع القليل من عصير الليمون على الوجبات الغنية بالحديد، وتقول: "إن بضع قطرات من عصير الليمون، فوق السبانخ أو الحمص، ليست مجرد عادة شعبية شائعة لمنحهما طعمًا ألذ، بل تزيد أيضًا من استفادة الجسم من كمية الحديد المتناول، وتضيف فيتامين سي على الوجبة".
2- يقي من تشكل حصى الكلى:
يعتبر الكالسيوم أحد أهم مكونات النوع الأكثر شيوعًا من حصى الكلى عند البشر، لأنه يمكن أن يتبلور في الكليتين على شكل مركب غير منحل يدعى أوكزالات الكالسيوم، وترتبط السترات الموجودة في الليمون بالكالسيوم على شكل مركب منحل، لذا تمنع تشكل الحصيات، كما يزيد حمض الليمون (حمض الستريك) من إدرار البول ويقلل درجة حموضته (PH)، بحيث يصبح بيئة غير مناسبة للبلورة، الخطوة الأولى في تشكل الحصى. وتنصح المهندسة جمال بمزج كوب من عصير الليمون المركز مع سبعة أكواب من الماء، وشربها على دفعات، لأولئك الذين يعانون من تشكل الحصى بشكل متكرر.
3- يحسن صحة الجلد ولكن!
يمتلك الليمون العديد من الخصائص المفيدة للجلد، إذ إنه غني بفيتامين سي، أحد أهم مضادات الأكسدة، التي تحارب الشيخوخة، تحفز اصطناع الكولاجين وتمنع تشكل الجذور الحرة في منطقة الأدمة، كما أن حمض الستريك الموجود فيه، يعتبر مادة قابضة للمسام الواسعة، يساعد على الحفاظ على بيئة حامضية، مما يرطب البشرة ويجعلها أقل عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية، ويقول الصيدلاني عاطف السلوم: "إن PH (درجة حموضة أو باهاء) الجلد التي تميل للقلوية (عكس الحامضية)، تمنع نمو بكتيريا الجلد المفيدة (الفلورا)، وتقلل من دهون الأدمة الطبيعية مما يفقد البشرة الماء ويجعلها تجف".
ويحتوي الليمون أيضًا على حمض ألفا هيدروكسي، الذي يستخدم كمقشر في العديد من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، لقدرته على إزالة الخلايا الميتة، وتحفيز توليد خلايا جديدة، إلا أن الصيدلاني السلوم على الرغم من ذلك، لا ينصح باستخدام الليمون موضعيًا في حال توفر بديل طبي مجرب، ويقول: "تختلف درجة حموضة هذه الفاكهة من صنف لآخر، وإذا كانت تركيز الحمض فيها كبيرًا، قد يسبب تهيجًا في الجلد، ومن الصعب التكهن بهذا، فقد يبدي نتائج إيجابية بضعة مرات، ثم يتسبب بنتائج كارثية لاحقًا، كما أن الليمون يحتوي مركبات تزيد حساسية البشرة للشمس، مما يجعلها أكثر عرضة للحروق الكيميائية وفرط التصبغ غير العكوس".
4- مفيد للثة والأسنان ولكن!
يؤكد طبيب الأسنان حسام حيدر أن تناول الليمون مفيد لصحة اللثة والأسنان، بسبب غناه بفيتامين سي، إذ إنه يعمل على تعزيز بناء الكولاجين في الأربطة بين السنيّة، ويحمي من الإصابة بمرض الأسقربوط الذي يؤدي إلى نزف اللثة وتساقط الأسنان، والذي كان السبب الشائع لموت البحارة في القدم، بسبب ندرة تناولهم الخضار والفواكه طيلة أشهر طويلة في البحر، قبل أن يكتشف الأطباء في القرن الـ 17 فائدة الليمون في علاجه، وتجبر السفن البريطانية قانونيًا بحمل ما يكفي منه، ليحصل البحارة جميعهم على حصة يومية.
ويشيع استخدام عصير الليمون بين الناس في المضمضة الفموية، إلا أن الطبيب حيدر لا ينصح بذلك، ويقول: "يؤدي حمض الستريك الموجود في عصير الليمون إلى تخفيض قلوية البيئة الفموية، مما يتسبب بنشاط سلبي للفلورا الفموية (البكتيريا الانتهازية) الموجودة بشكل طبيعي في الفم، كما يمنع ترسيب الأملاح المعدنية في الأسنان، مما يؤدي إلى إضعافها وإصابتها بما يعرف بالنخور المعممة"
كما يشير الطبيب حيدر إلى أن حمض الستريك في حال المضمضة بالليمون بشكل مستمر، قد يتفاعل مع كالسيوم الأسنان، مما يؤدي إلى تآكلها وخاصة في منطقة العنق، وهذا التفاعل شبيه بالتفاعل الذي يحصل عند وضع حمض الليمون على الرخام، حيث يؤدي إلى إزالة الطبقة السطحية منه.
5- قشور الليمون تخفض الكوليسترول السيئ:
تنصح المهندسة جمال بتناول الليمون مع قشوره، بسبب غناها بالعديد من المعادن، أهمها البوتاسيوم والكالسيوم، بالإضافة إلى الألياف التي تحسن عملية الهضم، كما يساعد محتواه من الفلافونوئيدات على خفض مستوى الكوليسترول السيئ، مما يقلل من الإصابة بتصلب الشرايين.
وتنصح المهندسة جمال بغسل الليمون جيدًا قبل تناوله مع قشوره، للتخلص من آثار المبيدات المحتملة، كما تحذر من تناول القشور بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حصى الكلى، بسبب احتوائها على كمية كبيرة من أوكزالات الكالسيوم، الموجودة على شكل بلورات تتجمع في الكلى.