5 عوامل تدعم ارتفاع أسعار النفط إلى 60 دولاراً

10 أكتوبر 2015
تحولات جديدة قد تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع (أرشيف/Getty)
+ الخط -


لأول مرة منذ يوليو/ تموز، صعدت أسعار النفط فوق 50 دولاراً وسط مخاوف من عرقلة الضربات الجوية الروسية لتدفق بعض خامات المنطقة إلى الأسواق العالمية، أو حدوث أخطاء في الضربات الجوية ومسار الصواريخ الموجهة من السفن الحربية الروسية إلى سورية.

وكانت أربعة صواريخ كروز موجهة من بوارج روسية في بحر قزوين إلى سورية قد ضربت مناطق في إيران. وذلك حسب تصريحات مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية مساء الخميس.

ويرى خبراء أن التدخل الروسي يحدث شبه انقلاب بسوق الطاقة العالمي، حيث يعيد مسألة عدم استقرار الإمدادات النفطية إلى عقول تجار النفط مرة أخرى، وهو ما يعد أحد أهم عوامل تحريك العقود الآجلة في بورصات البترول في لندن ونيويورك وسنغافورة.

وكسبت عقود خام غرب تكساس الخفيف تسليم منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني في نيويورك في التعاملات الصباحية أمس 1.4 دولار ليرتفع سعر البرميل إلى 50.83، كما أرتفع سعر البرميل من نوعية خام برنت لعقود نفس الشهر في نيويورك إلى 54.01 ليكسب بذلك 0.96 دولار. وفي لندن قال متعاملون إنهم يلاحظون أن" الطلب على شراء عقود الخامات الآجلة يتحرك بسرعة في أعقاب التدخل الروسي في سورية".

ويشير خبراء إلى 5 عوامل ربما تحث تحولات رئيسية في أسعار النفط خلال الفترة المتبقية من العام الجاري وتدفع سعر خام برنت إلى نحو 60 دولاراً بنهاية العام. وهذه التحولات هي:

أولاً: تداعيات التدخل الروسي في سورية واحتمالات حدوث أخطاء فادحة في مسار الضربات الجوية والصاروخية التي توجهها الطائرات والسفن الحربية. ويلاحظ أن أسعار التأمين على الحاويات النفطية العابرة لمضيق هرمز بدأ يرتفع في لندن.

ويرى المحلل الإستراتيجي تيم إيفانز الذي يراقب أسواق النفط لمجموعة " لونغ ليف تريدنغ"، أن رد فعل الناتو الضعيف على اختراق الأجواء التركية يؤشر إلى أن روسيا ستستمر في خططها بالمنطقة.

ثانياً: رد الفعل الضعيف في حلف شمال الأطلسي" ناتو" على التدخل الروسي في سورية واختراق المقاتلات الروسية للمجال الجوي التركي. وهو ما نظرت له الأسواق على أساس أن التدخل الروسي في سورية سيستمر وأن احتمال إنقاذ الرئيس فلاديمير بوتين لنظام بشار الأسد، ربما سيصبح واقعاً خلال الفترة المقبلة.

ويشير خبراء في هذا الصدد إلى أن توجه روسيا إلى بناء قاعدة عسكرية في سورية، سيرفع من مخاطر الصراع في المنطقة العربية الغنية بالنفط والغاز، وربما يؤشر إلى بداية جديدة من التوتر العسكري في المنطقة، بخاصة أن هذا التدخل يتم بالتنسيق مع إيران وتعارضه السعودية.

ثالثاً: قوة معدل النمو الأميركي فوق 3.5%، خلال العام الجاري. وهذا النمو القوي رفع توقعات الزيادة في الطلب الأميركي على النفط. وحسب تقديرات أميركية، فإن الطلب النفطي الأميركي ربما يرتفع بحوالى 1.5 مليون برميل يومياً.

وتعد أميركا التي تستهلك حوالى 19 مليون برميل يومياً من أهم عوامل تحريك الطلب العالمي على النفط إلى جانب الصين التي تواصل رفع مشترياتها النفطية رغم تباطؤ النمو الاقتصادي.

 ويرى خبراء أن ارتفاع مشتريات النفط الصينية خلال الشهور الماضية، لا يعكس حجم طلبها النفطي للاستهلاك اليومي، بقدر ما يعود إلى إستراتيجية بناء المخزون النفطي الإستراتيجي، الذي تنفذه الصين منذ مدة.

رابعاً: التوقعات القوية، أن تتمكن منظمة البلدان المصدرة للنفط" أوبك" والمنتجين من خارجها عقد اجتماع طارئ بنهاية العام الجاري. ويرى خبراء أن التواجد العسكري الروسي في سورية يدعم احتمالات عقد القمة النفطية الطارئة التي دعت إليها فنزويلا بمساندة روسية.

اقرأ أيضاً: تراجع النفط إلى 20 دولاراً للبرميل ضربة للدول المنتجة

خامساً: انخفاض إنتاج النفط الصخري في أميركا بحوالى 120 الف برميل يومياً. ويرى خبراء في هذا الصدد أن عودة حقول النفط الصخري التي أغلقت بسبب انعدام جدوى الإنتاج تحتاج إلى 9 شهور على الأقل لتعود لدورة ضخ النفط مرة أخرى، حتى في حال تحسن أسعار النفط.

ويذكر أن العقود الآجلة للخام في المعاملات الآسيوية المبكرة دفعت الخام الأميركي فوق 50 دولارا للبرميل، بعد توقعات بأن السوق قد تشهد موجة صعود وصدور وقائع اجتماع مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) التي أظهرت عدم تعجله في رفع أسعار الفائدة.
 
وعزز الصعود مكاسب يوم الخميس حيث يتجه خام القياس العالمي برنت إلى الارتفاع نحو 12% هذا الأسبوع في أكبر زيادة أسبوعية منذ أوائل 2009.

وفي الساعة 0652 بتوقيت غرينتش ارتفع خام برنت 63 سنتاً إلى 53.68 دولار للبرميل بعد أن صعد في وقت سابق إلى 54 دولاراً. وصعد الخام الأميركي 80 سنتاً إلى 50.23 دولاراً للبرميل. وتقدم العقد إلى 50.58 دولاراً في أعلى مستوى له منذ 22 يوليو/تموز.

ويتجه الخام الأميركي للصعود أكثر من 10% هذا الأسبوع وهو ما سيكون أكبر ارتفاع أسبوعي منذ أغسطس/آب. وكانت مجموعة "بيرا إنرجي" قد قالت يوم الخميس، إنها تتوقع ارتفاع أسعار الخام إلى 70 دولاراً للبرميل بنهاية 2016 و75 دولاراً للبرميل في 2017. ولقد سبق أن تكهنت المجموعة بانحدار الأسعار إلى مستوياتها الدنيا الحالية.

أبلغ مصدر بقطاع النفط رويترز أن السعودية أبقت إنتاجها من الخام مستقراً في سبتمبر/أيلول لتواصل الضخ بكميات كبيرة في إطار استراتيجية للدفاع عن الحصة السوقية.

وقال المصدر إن السعودية ضخت 10.225 ملايين برميل يومياً من النفط الخام الشهر الماضي بانخفاض 60 ألف برميل يومياً عن أغسطس /آب.

وأضاف أن المعروض في السوق بلغ 10.260 ملايين برميل يومياً في سبتمبر/أيلول بزيادة حوالي 70 ألف برميل يومياً عن الشهر السابق. وقد يختلف المعروض في السوق سواء محلياً أو للتصدير عن الإنتاج بناء على حركة النفط من المخزون وإليه.

وحسب رويترز تقول مصادر بصناعة النفط في السعودية إن من المرجح أن يظل إنتاج المملكة من الخام قرب المستويات الحالية في الربع الأخير من العام لأن ارتفاع الطلب العالمي سيعوض أثر التراجع في استهلاك الخام لتوليد الكهرباء محلياً.

وقالت مصادر منفصلة بالقطاع إن إنتاج الإمارات العربية المتحدة بلغ 3.001 ملايين برميل يومياً في سبتمبر/أيلول مقارنة بـ3.026 ملايين برميل يومياً في أغسطس /آب في حين استقر إنتاج الكويت عند 2.90 مليون برميل يومياً من 2.890 مليون برميل يوميا في أغسطس /آب.


اقرأ أيضاً:
النفط ينتعش ويتجه صوب أكبر ارتفاع أسبوعي منذ 2009
الصين تهدد بهبوط النفط إلى 20 دولاراً

المساهمون