كشف تقرير صادر عن مركز توب الإسرائيلي للسياسات الاجتماعية، ارتفاع نسبة العاطلين من العمل في صفوف المستوطنين اليهود ومن يسمونهم "المتدينين" (الحريديم)، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثة عقود ونصف العقد.
وبحسب التقرير، الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه اليوم الخميس، فإن نسبة مثيرة للقلق تبلغ أكثر من 40٪ من اليهود المتدينين يرفضون الدخول في أي عمل، لأسباب دينية حسب وجهة نظرهم، حيث يعتقدون أنهم خلقوا للعبادة وممارسة الطقوس الدينية الخاصة بهم.
وكان وزير المال في الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، قد دعا في أكثر من مناسبة خلال العام الجاري، إلى فتح مجالات عمل حرفية للمتدينين اليهود، بدلاً من تفرغهم للعبادة، إلا أنهم ثاروا ضده.
يبلغ عدد الحريديم قرابة 450 ألف شخص يسكنون أرجاء فلسطين المحتلة.
ويجد التقرير أن كل عام يمر، تقل فيه نسبة مشاركة الحريديم في سوق العمل، خصوصاً في مجال التعليم، وهو القطاع الذي يجدون فيه أنفسهم، وتعمل فيه غالبية العاملين منهم. ما أدى إلى ظهور فجوات اقتصادية متعددة.
وأولى هذه الفجوات مرتبطة بالدخل، حيث إن مجتمع الاحتلال الإسرائيلي يقع في مرتبة متأخرة من ترتيب منظمة التعاون والتنمية (أوسيد)، كما واصل سقوطه خلف الدول المتقدمة في الفقر.
وحسب بيانات لحكومة الاحتلال، فإن تعداد الفقراء الذين يسكنون فلسطين المحتلة يصل إلى 2.35 مليون شخص نحو 28% منهم من الحريديم.
ونشر مكتب الإحصاء المركزي التابع للاحتلال أمس الأربعاء تقريراً أظهر فيه أن متوسط الأجر داخل إسرائيل يبلغ نحو 9088 شيكل (2600 دولار)، وهو مرتب متدنّ مقارنة مع الدول الأعضاء في (أوسيد)، البالغ عددها 34 دولة. حيث جاء الاحتلال الإسرائيلي في المرتبة 19.
وأورد تقرير مركز توب، أن نحو 25٪ من العائلات اليهودية المستوطنة (بمن فيها العائلات العربية والحريديم)، تعاني من فقر شديد، فضلاً عن وجود نسبة 21٪ من الأطفال في إسرائيل فقراء، ولا يتناولون ثلاث وجبات يومية من شدة الفقر.
وجاء في التقرير، أن الفقر أثر في نحو خُمس المستوطنين الإسرائيليين، الذين قلّصوا من احتياجاتهم الغذائية، واضطر أكثر من ثلثهم إلى الحد من التدفئة أو التبريد، بينما قرر سدسهم أن يستغني عن الأدوية والعلاج الطبي.