40 مليون جنيه لـ"أبلة فاهيتا"... وطيف باسم يوسف يلاحقها

04 ابريل 2015
دشّنت الأبلة هاشتاج "#وحشتنا_يا_باسم"
+ الخط -
"لسنا بديلاً عن باسم يوسف"، هذه هي الفكرة التي أصرّ عليها  منتجو برنامج "أبلة فاهيتا" الجديد للمشاهدين مع انطلاق حلقته الأولى ليلة أمس الجمعة. فبعد الجدل الذي أثاره أول إعلان ترويجي للبرنامج، واعتبار البعض محتواه "غير لائق للأطفال" انطلق البرنامج بزخم كبير.

وكانت قناة cbc منتجة البرنامج قد وضعت على الإعلان الترويجي عبارة "للكبار فقط" وأجّلت موعد العرض في وقت سابق، وغيّرت الإعلان المثير للجدل بآخر.

جاءت أولى حلقات "أبلة فاهيتا، لايف من الدوبلكس" في محاولة من cbc لتعويض إخفاق برنامج "عرض كبير"، ورفعه من خريطة البرامج، في ظل أزمة مادية طاحنة تمر بها القناة، كمعظم شقيقاتها المصرية. لكن يبدو أن شبح باسم يوسف ما زال يطارد بشدة كل برنامج ساخر جديد على شاشات الفضائيات.

فبعد غياب باسم يوسف وبرنامجه الشهير مع أول أيام حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ ما يقارب العام، لا تزال هناك مساحة فارغة، فلا أبو حفيظة على "mbc مصر"، ولا "عرض كبير" استطاعا تحقيق نجاح باسم يوسف.

وأبلة فاهيتا تعلم أنها لن تفعل، لذلك اختارت أن تعلن صراحة في حلقتها الأولى أنها ليست بديلاً لباسم، ولم تكتف بهذا، بل دشنت وسم "#وحشتنا_يا_باسم"، للتأكيد على المعنى نفسه.

وهذا في وقت يبدو فيه أن "مايسترو الأذرع الإعلامية" يشعر بارتباك، يسببه له أي ذكر لباسم وبرنامجه.

ورغم ذلك حاولت "أبلة فاهيتا" السير على طريق باسم في السخرية من الإعلاميين، واختارت ديكور برامج "التوك شو" ليكون مادة للسخرية، بعيداً عن المضمون الذي تقدمه تلك البرامج.

ورغم استعانتها بالراقصة دينا في إحدى فقرات البرنامج، لجذب مزيد من المشاهدة المباشرة للحلقات على مواقع التواصل، فقد بقيت بعيدة عن مستوى السخرية الذي كان باسم يواجه فيه الإعلاميين.
هكذا إذاً بدا هناك إجماع على أن المقارنة بين برنامج "أبلة فاهيتا" وبرنامج باسم يوسف غير ممكنة نظراً إلى الفرق الكبير في المضمون. علماً ان مصادر "العربي الجديد" تؤكد أن الميزانية التي أنفقت على برنامج "أبلة فاهيتا" في cbc بلغت ٤٠ مليون جنيه على ١٣ حلقة (كل حلقة ٣٠ دقيقة). بينما كانت كلفة 31 حلقة من "البرنامج؟" 11 مليون جنيه، علماً ان متوسط مدة الحلقة 75 دقيقة.

الناشطون استقبلوا أولى حلقات أبلة فاهيتا بجدل كبير على مواقع التواصل، وكان معظمهم غير راض عن المستوى الذي قدمته، ووصفها معظمهم بالتفاهة والسطحية وثقل الظل، واتهمها البعض بمحاولة ملء الفراغ الذي تركه باسم كباقي البرامج التي حاولت وفشلت قبلها.

الصحافي محمد فتحي علق قائلاً: "كل البرامج الكوميدية أو الساخرة بعد باسم يوسف لغاية دلوقت عاملة زي باسم مرسي وهو ماسك فانلة أبو تريكة .. فاهيتا نموذجا". وقالت نونة إبراهيم: "أبلة فاهيتا عملت كت للسياسة اللي عند باسم يوسف واكتفت بالتهريج.. بس إحساسي إنها هتقع بسرعة الصاروخ".

من ناحية أخرى، ورغم الإنتاج الضخم لـ "أبلة فاهيتا"، والدعمين الإعلاني والإعلامي لها، إلا ان ظهورها وتدشينها للوسم الخاص بباسم، كان سبباً يذكّر الناشطين بباسم يوسف، والذي بدوره خطف الاهتمام على مواقع التواصل منها.

قال محمد مصطفى:"البلد فى حرب على الإرهاب ما تستحملش برنامج ساخر لباسم يوسف، لكن تستحمل تلاتة غيره، بني ادم شو ــ عرض كبير ــ معتز الدمرداش ، وحشتنا_يا_باسم"، وقال عصام:"روح باسم يوسف احتلت الهاشتاج بتاعك يا آبله، باسم يوسف فكرة، والأفكار لا تموت".

وتعجبت هبة من تقارب الأفكار والأماكن، والتي تفضح محاولات القناة لشغل الفراغ الذي تركه باسم، وقالت: "في نفس ميعاد باسم يوسف.. على نفس قناة باسم يوسف.. وبالصدفة.. على نفس مسرح باسم يوسف".

من جهة ثانية رحّب آخرون بالبرنامج على اعتبار أن الأبلة الشهيرة ستضيف نكهة إلى البرامج المصرية "الباهتة" بمجملها. وقد اعتبر البعض أن الانتقاد الذي وجّهته إلى الإعلام المصري وبعض الإعلاميين يعتبر "ممتازاً" وسط القبضة الحديدية التي يفرضها النظام وأذرعه على المشهد الإعلامي.

وعلى هامش "أبلة فاهيتا" عادت إلى الواجهة مشكلة الأزمة المالية التي تعاني منها القنوات المصرية. ففي وقت تتأخر في دفع مرتبات موظفيها، تنفق الملايين على برامج قبل أن ترميها. وبما أن الحديث هنا على قناة cbc فمن المفيد التذكير أنه إلى جانب كلفة برنامج "أبلة فاهيتا" الضخم، فإن الحلقة الأولى منه قد رميت بسبب عدم إمكانية عرضها "لتضمنّها على نص قبيح" وفق ما تؤكد مصادر "العربي الجديد". وقبل "الأبلة" استعانت القناة بروني خليل المصري ـ الأميركي والذي يقدم "ستاند أب كوميدي"، وبعدما انفقت القناة خمسة مليون جنيه على الحلقة الأولى، لتقرر عدم بثها ووقف البرنامج وعدم عرضه.


 

 

دلالات
المساهمون