4 آلاف سجين جزائري في البكالوريا خلال موسم واحد

11 مايو 2017
سجين جزائري يتسلم شهادة البكالوريا (أرشيف فرانس برس)
+ الخط -


يؤكد السجين الثلاثيني الجزائري أن التعليم يهون عليه سجنه ويمنحه الصبر على العيش خلف القضبان، مؤكدا أن "العودة إلى الحياة ستكون عبر مزاولة الدراسة للوصول إلى الحصول على البكالوريا".

يردد السجين في المؤسسة العقابية بولاية البليدة غرب الجزائر، على مسامع زوجته في كل مرة تزوره، أن التعليم زاده رصانة وبدّل نظرته للحياة وزاد شعوره بالندم، وتقول الزوجة إنه رغم أنه سيقضي 7 سنوات كاملة في السجن، فإنه اليوم يرى في الدراسة حلا من مواصلة الحياة خلف القضبان، في حين يصفها الأساتذة المتابعون للمساجين بأنها نصف حرية.

وينتظر نحو 34 ألف سجين جزائري اختبارات نهاية العام الدراسي؛ رقم يبعث على الأمل في إصلاح منظومة العدالة الجزائرية، حيث سجلت إدارة السجون تسجيل نحو 4 آلاف سجين في الموسم الدراسي الحالي، وهو ما يعتبر دافعا لحمل مساجين آخرين على التحمس للدراسة، حتى لو كان الأمر في إطار اكتساب حرفة.

وكشف المدير العام لإدارة السجون الجزائرية، مختار فليون، للتلفزيون الجزائري، أن الحكومة تواصل إجراءات خاصة بـ"لجنة إصلاح العدالة" منذ سنوات، فضلاً عن تدابير العفو الرئاسي والعفو المشروط عن المساجين الذين نجحوا في البكالوريا.

ولفت فليون، إلى أن فرصة التعليم متاحة للجميع دون استثناء مهما كان نوع الجريمة المرتكبة ومدة العقوبة، مبرزاً أن الحق في التعليم حق "دستوري لا يناقش".

اللافت هذه السنة أيضا، هو ارتفاع عدد المرشحين لنيل شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط، فمع اقتراب امتحانات نهاية السنة، أعلنت إدارة السجون الجزائرية عن 4 آلاف سجين مرشح لاجتياز شهادة الباكالوريا و7 آلاف مرشح لشهادة التعليم المتوسط، علاوة على ما يربو عن 25 ألف محبوس مسجلين في سنوات المستوى المتوسط، و7 آلاف مسجلين في سنوات الثانوية.

ويؤكد المشرفون على البرامج التعليمية داخل السجون الجزائرية، على نجاعة البرنامج الذي يستفيد منه السجين خلال قضاء فترة العقوبة، وأنه يسهم في اندماجه بسرعة في المجتمع بعد خروجه من السجن، خصوصا أن العديد منهم انخرط مجددا في مجموعات إجرامية عقب الخروج من السجن.

ويؤكد الخبير النفسي عمار بوعبد الله، لـ"العربي الجديد"، أن العديد من المحبوسين يتنافسون للحصول على علامات عالية حتى يضمنوا بعض الامتيازات داخل السجن، وهو ما يحفز بقية المساجين، فيما يطمح البعض إلى الحصول على البكالوريا التي تعتبر بوابة الحرية.





المساهمون