وانطلقت احتجاجات فلسطينية كبرى بعد اعتداءات متكررة لجنود الاحتلال وعصابات المستوطنين على الأقصى خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأكدت غرفة عمليات الهلال الأحمر الفلسطيني في حديث لـ"العربي الجديد" أن المواجهات التي اندلعت في عددٍ من المحافظات الفلسطينية أدت لإصابة أكثر من 300 فلسطيني قدمت لهم طواقم الهلال العلاج، وكانت الإصابات ما بين إصابات بالرصاص الحي والمطاطي والاختناق بالغاز المسيل للدموع أو الضرب.
اقرأ أيضا: الاحتلال يفرض عقوبات على التجار بموقع استشهاد مهند الحلبي
واندلعت مواجهات عنيفة في محيط حاجزD.C.O) ) شرقي مدينة أريحا إلى الشرق من الضفة الغربية، والتي استمرت حتى ساعات المساء، وأدت لإصابة 55 شابًا بالرصاص المطاطي، واثنين بالرصاص الحي، إضافة لإصابة نحو 150 شابًا بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، في حين اندلعت مواجهات في محيط الحاجز الجنوبي لمدينة قلقيلية ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وكان الحدث الأبرز في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، حيث استخدمت قوات الاحتلال الوحدات الخاصة من المستعربين، والذين اعتقلوا ستة شبان فلسطينيين خلال المواجهات التي اندلعت عند مدخل المدينة الشمالي، من بينهم شابان مصابان بجروح بالرصاص الحي، فيما أصيب عدد آخر من الشبان ما بين جريح ومصاب بالاختناق.
واندلعت مواجهات أخرى في منطقة جبل الطويل القريبة من مستوطنة "بسغوت" المقامة على أراضي مدينة البيرة، ومواجهات أخرى في بلدة سلواد شرقي رام الله، وكذلك قرية بدرس غربي رام الله، إضافة لقرية النبي صالح شمالي رام الله والتي أصيب خلالها العديد من الشبان بحالات اختناق واعتقل أحدهم.
وإلى الجنوب من الضفة الغربية، أصيب شاب فلسطيني بالرصاص الحي، و11 آخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزل والد الشهيد أمجد الجندي في بلدة يطا، جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، والذي أعدمته قوات الاحتلال في جنوبي فلسطين المحتلة عام 1948، خلال عمله هناك بادعاء أنه حاول الاستيلاء على سلاح أحد الجنود وطعنه.
اقرأ أيضا: اتصالات إسرائيلية لتأمين ضغوط عربية على عباس لاحتواء الانتفاضة
إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "جنود الاحتلال حاصروا المنزل وشرعوا بتفتيشه، وسلموا بلاغًا لوالد الشهيد من أجل التحقيق معه، وبعد ذهابه احتجزوه في معسكر "غوش عتسيون" المقام على أراضي الفلسطينيين شمالي الخليل.
بينما أصيب العشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع في مواجهات عنيفة اندلعت عند مدخل مخيم العروب ومنطقة جسر حلحول شمالي الخليل، في الوقت الذي تمكن فيه الشبان من رشق سيارات المستوطنين المارة عبر الشارع الاستيطاني المعروف بشارع رقم (60) القريب من بلدة حلحول بالحجارة.
في سياق آخر، هاجمت مجموعة من المستوطنين منازل الفلسطينيين في حي تل الرميدة بمدينة الخليل ما أدى إلى اندلاع عراك بين المستوطنين والشبان الفلسطينيين الذين تصدوا لهم.
كذلك، أصيب ثلاثة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وعدد بحالات الاختناق خلال استمرار المواجهات التي اندلعت عند مدخل مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين، شمالي مدينة بيت لحم.
وفي القدس المحتلة، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على المدخل الشمالي لبلدة الرام وكذلك في محيط حاجز قلنديا شمالي القدس، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات بالاختناق.
واندلعت أيضاً مواجهات أخرى في قرية العيسوية شمالي القدس، وبلدة العيزرية شرقي القدس، ما أدى إلى وقوع إصابات.
اقرأ أيضاً شروق دويات: فلسطينية دافعت عن حجابها بدمها
إلى ذلك، أفرجت سلطات الاحتلال، مساء اليوم، عن المواطن المقدسي صلاح الدويات والد الفتاة شروق وشقيقتها حنين وشقيقها محمد، والتي أصيبت برصاص مستوطن إسرائيلي صباح اليوم في البلدة القديمة من القدس، بعد اعتقال استمر عدة ساعات.
من جهة ثانية، دعت القوى الوطنية في القدس المحتلة في بيان لها مساء اليوم الأربعاء، المواطنين المقدسيين إلى مزيد من التلاحم والتعاضد في مواجهة ما أسمته بـ"التصعيد الوحشي"، الذي تقوم به حكومة الاحتلال وقطعان المستوطنين بالقتل والبطش والتدمير.
وأكدت القوى الوطنية في مدينة القدس تشبثها بالقدس وتعزيز وجودها في المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة من القدس، وعدم تركها فريسة لقطعان المستوطنين.