شارك مئات الطلاب الجامعيين العرب من فلسطينيي الداخل في حفل توزيع منح دراسية للعام الحالي، بتنظيم من جمعية الثقافة العربية في مدينة الناصرة وبدعم من مؤسسة الجليل البريطانية.
ووصل الطلاب إلى قاعة مركز "موال" في الناصرة من كل حدب وصوب من مناطق الجليل والمثلث والنقب. وكانت افتتحت الأمسية بالنشيد الوطني الفلسطيني "موطني" وتلاها كلمة لمدير جمعة الثقافة العربية المدير إياد برغوثي.
وقامت إدارة الجمعية بتوزيع 250 منحة دراسية لطلاب جامعيين بدعم من مؤسسة الجليل البريطانية، في اختصاصات مختلفة من العلوم إلى اللغات والطب لدعم مسيرتهم التعليمية والأكاديميّة ونهضة المجتمع الثقافيّة، بالإضافة إلى رفع الوعي الوطنيّ عند جيل الشباب وصقل المهارات القياديّة وزيادة مساهمة وعطاء الجامعيّين للحيّز العامّ والمؤسّسات المجتمعية.
اقرأ أيضاً: فلسطينيون محاصرون يخشون فقدان منح تعليمية تركية
وشمل الحفل فقرة فنية للموسيقي رمسيس قسيس ورافقه بالغناء الطالب صلاح إرشيد. وقامت المربية مها سليمان من الناصرة بتوزيع منحتان دراسيتان في الطب لذكرى الطبيب خالد سليمان للسنة الثانية على التوالي.
وكان برنامج المنح الدراسيّة قد انطلق عام 2007 بدعم من مؤسّسة الجليل في لندن، بتقديم مائة منحة دراسيّة للطلّاب الجامعيّين الفلسطينيّين في الداخل. وازداد عدد المستفيدين من البرنامج حتى بات يحتضن 250 طالبًا وطالبة على مدى ثلاث سنوات. ويضاف للمنحة الدراسيّة نشاطات تهدف إلى إدماج الطلاب في مسار تثقيفي يشمل ورشاً حول الهوية، القيادة، الفكر النقدي، المسؤولية الاجتماعية، أدوات للاندماج في سوق العمل حلقات قراءة وأيام دراسية، ورحلات لمعرفة الوطن، بالإضافة إلى العمل التطوعي.
وقال إياد برغوثي لـ"العربي الجديد": انضم 90 طالباً هذا العام لبرنامج المنح. هناك طلاب متميزون ويستحقون المنحة، ونحاول أن نخفف الحمل عن طلاب السنة الأولى لإدماجهم في التعليم وسط الظروف الخاصة بفلسطينيي الداخل. النسبة الأكبر من المنح ذهبت لطالبات، كما أن البرنامج ساهم في تعليم أكثر من 750 طالباً جامعياً، تخرج قسم كبير منهم، ويلعبون دوراً في قيادة المجتمع المدني وفي مجال الأعمال والطب، ونحن فخورون بهم".
اقرأ أيضاً: طلاب موريتانيا: قرار إلغاء المِنَح جائر
الطالبة لمى خلايلة من قرية مجد الكروم، والتي تدرس اللغة العربية للقب الأول في جامعة حيفا، قالت: "هذه السنة الثانية التي أحصل فيها على المنحة التعليمية من جمعية الثقافة العربية، البرنامج التوجيهي غني جداً ويعزز الروح الوطنية لدى جيل الشباب وهويتنا الفلسطينية وروح التطوع"، مشيرة إلى أنها تنوي التطوع في مدرسة مجد الكروم لمساعدة الطلاب، وأن المنحة ساعدتها كثيراً، خصوصاً أنها من أسرة مكونة من تسعة أفراد".
الطالب باسل أبو الهيجاء من قرية طمرة، قال:"أدرس علوم الحاسوب في معهد التطبيقات "تخنيون" في حيفا للسنة الثالثة، البرنامج التعليمي ضاغط جداً، ولكنني أجد الوقت للمشاركة في نشاط جمعية الثقافة لأني أريد أن أساعدهم، حتى لو كان على حساب وقتي". وأشار إلى مشاركته في الزيارة التي نظمت إلى عكا، لاستكشاف معالمها الأثرية ومشكلة تهجير السكان العرب، وإلى المخيم الدولي للشباب في مدينة رام الله".
أما الطالبة رلى جريس من قرية كفر ياسيف، ومهجرة من إقرث، فقالت: "المنحة تغطي القسط كاملاً، أما الجانب المعنوي والاجتماعي الثقافي الذي نستفيد منه فهو أكبر بكثير من الدعم المادي. فعدا عن الجولات إلى قرى مهجرة، قمنا السنة الماضية بقراءة تحليلية لكتاب "رجال في الشمس" لغسان كنفاني. فهذه اللقاءات تثرينا وتعطينا أدوات إضافية، لا نحصل عليها في الجامعات الإسرائيلية".
اقرأ أيضاً: منحة تعليمية للمخترع السوداني الأميركي من مؤسسة قطر