18 سنة... ماذا بعد معركة سقوط بغداد؟

24 مارس 2020
+ الخط -
18 سنة تمر على سقوط بغداد في يد الأميركان، ففي أوائل شهر إبريل/ نيسان، من عام 2003، سقطت بغداد بمباركة عربية ودولية، وذلك بدعوى أن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل، وهذا ما كذبه المفتشون الذين تقلدوا المهمة، ولم يجدوا أثراً للدمار الشامل كما كانت تزعم الولايات المتحدة وحلفاؤها، خاصة بريطانيا.

لكن جميع التقارير آنذاك كانت تشير إلى أن بلاد "عم سام" كانت هي المزود الرئيسي للعراق من الأسلحة الكيميائية والمواد الأولية، وهذا ما دلّ عليه بناء مصنع لإنتاج الأسلحة الكيميائية في العراق، وذلك بمباركة من شركة بكتل التي كان بوش الأب هو رئيس مجلس إدارتها.


كما أن التحقيقات التي أجريت في مطلع عام 1992 على الأراضي العراقية تدل على أن الولايات المتحدة الأميركية سلمت العراق حوالي 19 حاوية من بكتيريا الجمرة الخبيثة، بحسب ما جاء في كتاب "حرب آل بوش" لمؤلفه "إيريك لوران".

فالولايات المتحدة كانت ترى في صدام حسين عدوها الأول بعد أسامة بن لادن الذي لم تكن تعرف له أثراً من أجل الإيقاع به، لذلك وضعت يدها على صدام الذي تعرف كهوفه ومساكنه وكيف يأكل ومن أين يأكل، فلماذا تضيع الوقت مع "بن لادن"، لذلك كانت فرصة لبوش الابن من أجل تحقيق نتائج انتخابية، وبالتالي الفوز بولاية ثانية، وهذا ما يمارسه كل رؤساء بلاد "عم سام" إلى حدود الساعة، فكلما اقتربت الانتخابات الرئاسية يقومون ببطولات في نظرهم، وذلك من أجل إعادة ثقة المواطنين بتنفيذ السياسة التي فشلوا فيها في ولايتهم الأولى.

فالولايات المتحدة كانت حينها تعاني من مشاكل اقتصادية، في الوقت الذي كان فيه العراق يتوفر على ثاني احتياطي للنفط في العالم، وذلك بنحو 112،5 مليار برميل موزعة على 84 حقلاً نفطياً.

فماذا بعد سقوط بغداد؟
لا شيء تغير في العراق، إلا أن الأراضي خربت، وتدهور الاقتصاد العراقي، وانتشرت الجماعات المسلحة في بلاد الرافدين، وتشتت العراقيون في كل البلدان، تاركين بلاد الرافدين مشتتة إلى طوائف تتصارع فيما بينها.

العراق أصبح اليوم أرضاً للتجارب، وساحة للتدريبات، وأصبح في المراتب الأخيرة في سلم التعليم والأمن والصحة.. ولم يعد عراقاً.